تدريبات "طلوع الفجر" تكشف عن أخطر ثغرة في المنظمومة الدفاعية الإسرائيلية

كشفت تدريبات "طلوع الفجر"، التي أجراها الجيش الإسرائيلي مؤخراً، عن ثغرات دفاعية خطيرة، بعد محاكاة سيناريوهات تمثل أسوأ الاحتمالات، في مقدمتها هجوم إيراني واسع النطاق على عدة جبهات في توقيت متزامن.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، يخشى قادة الجيش من إقدام طهران على تنفيذ عملية مفاجئة في وقت قريب، ربما حتى قبل بدء المرحلة البرية في غزة، بهدف فرض واقع سياسي وعسكري جديد يغير مسار الحرب.
تضمنت التدريبات مسارين متوازيين:
- رسالة ردع واضحة موجهة إلى إيران وحزب الله، تؤكد يقظة إسرائيل واستعدادها.
- رفع حالة التأهب القصوى في جميع الأجهزة الأمنية – الجيش، الشاباك، والموساد – تزامناً مع اقتراب موسم الأعياد وازدياد احتمالية تصعيد المواجهات في غزة.
من جهته، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جاهزية إسرائيل لجميع السيناريوهات، لكنه رفض الإفصاح عن أي أضرار لحقت بالبرنامج النووي الإيراني خلال الحرب الجارية، ما يعكس رغبة في الحفاظ على الغموض الاستراتيجي، وفي الوقت ذاته، الإشارة إلى أن طهران تحضّر لخيارات هجومية متعددة.
ثغرات صادمة
وكشفت المناورة عن نقاط ضعف أمنية مقلقة، منها: إطلاق صواريخ على أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل، تسلل آليات من الحدود الأردنية عبر ثلاثة محاور، هجمات على مستوطنات في الضفة الغربية واقتحام خطوط التماس، وتخريب بنى تحتية مثل الطريق السريع رقم6.
وتعمل القيادة المركزية الإسرائيلية حالياً على تعزيز البنية الدفاعية وتوفير دعم نيراني إضافي للمنطقة الشرقية. إلا أن التهديدات المتزامنة والمتعددة تضع ضغطاً غير مسبوق على قدرات الجيش على المناورة والتوزيع.
نقلة استراتيجية لطهران وحزب الله
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران وحزب الله يمران بمرحلة مفصلية بعد تغيّرات في موازين القوى داخل لبنان وإيران. هذا التحول قد يدفعهما نحو:
- إعادة تطوير البرنامج النووي.
- تصنيع صواريخ باليستية جديدة.
- تصعيد الهجمات السيبرانية ضد أهداف إسرائيلية داخل وخارج البلاد.
كما أكدت صحيفة "معاريف" أن الأجهزة الاستخباراتية، وعلى رأسها الموساد والشاباك، تتعامل مع فيض من التحذيرات الأمنية حول مخططات لاستهداف شخصيات ومصالح إسرائيلية في الخارج، مما يدل على أن ساحة المواجهة تجاوزت الحدود الجغرافية لإسرائيل وباتت مفتوحة وعابرة للقارات.
لم تكن تدريبات "طلوع الفجر" مجرد تمرين تقني، بل جرس إنذار مدوٍ حول خطورة المرحلة القادمة، والحاجة العاجلة لإعادة تقييم الاستراتيجيات الدفاعية في مواجهة خصوم يتحركون على عدة محاور، وبوسائل تقليدية وغير تقليدية.