منح مفتي تشاد جائزة الإمام القرافي للإفتاء.. من هو أحمد النور؟

تمنح الأمانة العامة ودور الإفتاء في العالم، جائزة الإمام القرافي للإفتاء هذا العام لمفتي تشاد الشيخ أحمد النور محمد الحلو، فمن هو؟
الشيخ أحمد النور محمد الحلو… من ربوع تشاد إلى منصب الإفتاء ومجالس كبار العلماء
يُعد الشيخ أحمد النور محمد الحلو واحدًا من أبرز الشخصيات الدينية في إفريقيا، وعلَمًا من أعلام الإفتاء في العالم الإسلامي، إذ يشغل منصب المفتي العام لجمهورية تشاد ورئيس إدارة المساجد في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فضلًا عن عضويته في مجلس حكماء المسلمين ومشاركته الفاعلة في مؤتمرات ومنتديات دينية عالمية.
النشأة وبداية الطريق
وُلد الشيخ أحمد النور محمد الحلو في قرية كرفي بمحافظة قوز بيضة بجنوب تشاد، حيث تلقّى مبادئ تعليمه الأول، قبل أن يشد الرحال إلى جمهورية السودان لمواصلة طلب العلم الشرعي على أيدي كبار أئمتها.
المسيرة العلمية
درس الشيخ العلوم الشرعية والدينية على يد نخبة من العلماء، من أبرزهم الشيخ أحمد الفكي آدم الذي تلقّى عنه الفقه المالكي، كما درس المادة نفسها على يد الشيخ عبد الله مختار، والشيخ علي آدم.
وفي مجال اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة، تلقّى العلم على يد الدكتور سليمان يوسف خاطر، بينما أخذ علم الأصول وقواعد الفقه عن الدكتور زين العابدين العبد محمد النور، والدكتور تجاني جادو.
أما علوم الحديث والإسناد، فقد تلقّاها عن عدد من أئمة العصر، منهم الشيخ عثمان إسحاق، والشيخ حسين حسن جمعة، والعلامة العلوي المالكي، والعلامة محمد عوامة السوري، وغيرهم من أعلام الحديث.
المؤلفات والنتاج العلمي
خلّف الشيخ أحمد النور إرثًا علميًّا من المؤلفات، منها:
نيل المقصود في شرح مراقي السعود في أصول الفقه
شرح العقيدة الطحاوية
شرح الخريدة البهية للقطب الدرديري
رياض الجنة على إضاءة الدجنة في اعتقاد أهل السنة
الفوائد الحديثية على القواعد الأساسية في علم الحديث
منحة الباري على القواعد الأساسية في علم الحديث
الحضور الإقليمي والدولي
شارك الشيخ في مؤتمرات كبرى داخل إفريقيا وخارجها، مؤكدًا في كلماته على أهمية الوسطية والاعتدال، ووحدة الصف الإسلامي، وضرورة مواجهة الغلو والتطرف. وقد كُرّم مؤخرًا بجائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي خلال المؤتمر العالمي للإفتاء بالقاهرة عام 2025.
رسالة عالم
من خلال مسيرته العلمية والدعوية، يجسّد الشيخ أحمد النور محمد الحلو صورة العالم المسلم المتمسك بوسطية الإسلام، الساعي لترسيخ قيم الحوار والتجديد في الفتوى، والجامع بين الأصالة والمعاصرة، ليكون بحق أحد رموز الدعوة والإفتاء في إفريقيا والعالم الإسلامي.
يعد مؤتمر صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي، منصة دولية لمناقشة مستقبل صناعة الإفتاء في ظل الثورة التقنية، وفرصة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الدينية والعلمية من مختلف أنحاء العالم، بما يسهم في وضع أطر ومعايير علمية لتأهيل المفتي المعاصر، القادر على الجمع بين عمق التأصيل الشرعي وفهم الواقع الرقمي، واستيعاب التحديات والفرص التي تطرحها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويتناول المؤتمر خمسة محاور رئيسية، يأتي المحور الأول بعنوان: "تكوين المفتي الرشيد العصري"، بينما يناقش المحور الثاني قضية "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي"، فيما يطرح المحور الثالث موضوعًا بعنوان: "المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي"، إلى جانب محور رابع يناقش "الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الإفتائي"، ومحور أخير لمناقشة "تجارِب مؤسسات الفتوى في صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".
ومن المقرر أن تشهد جلسات المؤتمر على مدار يومين إطلاق عدد من المبادرات والمشروعات البحثية والتدريبية، الرامية إلى دعم قدرات المفتين، وتعزيز التكامل بين العلوم الشرعية والتقنيات الحديثة، بما يرسخ مكانة مصر بوصفها مرجعيةً رائدة في الإفتاء المعاصر على المستوى الإقليمي والدَّولي.