عاجل

إبراهيم خان.. الموهبة القادمة من السودان التي أسرت قلوب المصريين على الشاشة

إبراهيم خان
إبراهيم خان

 

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل إبراهيم خان، أحد أبرز الوجوه المميزة التي أثرت السينما والدراما المصرية على مدار أكثر من نصف قرن، تاركًا إرثًا فنيًا يتجاوز حدود الأرقام، رغم أنه قدّم ما يقارب 173 عملاً متنوعًا بين السينما والتليفزيون والمسرح.

وُلد إبراهيم خان في السودان عام 1932 لأب سوداني وأم مصرية، ونشأ في بيئة ثقافية متعددة الجذور، ما منحه شخصية فنية غنية وملامح مميزة جعلته مختلفًا عن أقرانه.

 وفي عام 1954، انتقل إلى مصر بدافع شغفه بالفنون، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1961، حاملاً معه حلم أن يصبح ممثلاً له بصمته الخاصة.

من الإذاعة إلى الشاشة


بدأ خان مسيرته كمذيع في إذاعة "ركن السودان" التي كانت منصة للتواصل الثقافي بين مصر والسودان، قبل أن تتحول لاحقًا إلى "إذاعة وادي النيل"، وخلال هذه الفترة، اكتشفه أحد المنتجين بالصدفة، ولاحظ حضوره اللافت وصوته المميز، فشجّعه على دخول عالم التمثيل، لتبدأ رحلة فنية طويلة حملت الكثير من التنوع والتألق.

إقامة في مصر وجنسية سودانية
رغم استقراره الدائم في مصر منذ منتصف الخمسينيات، ظل إبراهيم خان متمسكًا بجنسيته السودانية حتى وفاته، في تعبير عن اعتزازه بجذوره، مع امتزاجها العميق بالحياة الفنية والثقافية المصرية. رحل عن عالمنا في 9 يناير 2007 بالقاهرة، عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد أن ترك خلفه أعمالًا خالدة في وجدان الجمهور.

بصمات سينمائية لا تُنسى
قدّم خان على شاشة السينما أدوارًا تنوعت بين البطولة والمساندة، لكنه دائمًا ما كان حاضرًا بقوة، ومن أبرز أفلامه: "دائرة الانتقام"، "غروب وشروق"، "الصعود إلى الهاوية"، "الأشرار"، "العسل المر"، إضافة إلى الفيلم الأردني "عاصفة على البتراء". وتميز أداؤه بالقدرة على تجسيد الشخصيات المركبة ذات الأبعاد النفسية العميقة.

إشعاع درامي على التلفزيون
لم تقتصر إبداعاته على السينما، بل امتدت بقوة إلى الدراما التليفزيونية، حيث شارك في عدد من المسلسلات التي أصبحت من علامات الشاشة الصغيرة، منها: "رأفت الهجان" (الجزء الثاني)، "الإخوة زنانيري"، "أبرياء في قفص الاتهام"، "جواري بلا قيود"، و"أوبرا عايدة".

إرث فني يجمع بين الأصالة والانتماء
يظل إبراهيم خان نموذجًا للفنان الذي جمع بين الأصالة السودانية والحضور المصري، واستطاع أن يكون جسرًا فنيًا وثقافيًا بين البلدين. بصوته المميز، وملامحه التي تحمل عبق النيل، وأدائه الصادق، حفر اسمه في سجل عمالقة الفن العربي، ليبقى حاضرًا في ذاكرة المشاهدين مهما مر الزمن.

 

تم نسخ الرابط