الدكتور علي جمعة ينعي الشيخ جمال البودشيشي: مسيرة روحية حافلة بالعطاء والمحبة

تقدَّم الدكتور علي جمعة، شيخ الطريقة الصِّدِّيقية الشاذلية، ومعه جميع أبناء الطريقة ومريدوها، بأصدق عبارات العزاء والمواساة إلى الدكتور منير البودشيشي القادري، وإلى كافة أبناء الطريقة البودشيشية القادرية في المملكة المغربية الشقيقة وفي شتى بقاع العالم، في المصاب الجلل الذي ألمَّ بهم بوفاة والده وشيخهم العارف بالله، الشيخ جمال البودشيشي، ابن العارف بالله فضيلة الشيخ حمزة البودشيشي، رضي الله عنهم جميعًا.
الدكتور علي جمعة ينعي الشيخ جمال البودشيشي
الشيخ جمال البودشيشي، أحد أعلام التصوف في المملكة المغربية وشيخ الطريقة البودشيشية القادرية، هو نجل العارف بالله الشيخ حمزة البودشيشي، الذي عُرف عالميًّا بدعوته إلى المحبة والسلام ونشر قيم الوسطية والاعتدال. نشأ الفقيد في بيت علم وزهد، وتربى على أيدي كبار المشايخ، فحفظ القرآن الكريم وتلقى العلوم الشرعية والروحية، حتى تولى مشيخة الطريقة خلفًا لوالده. واصل مسيرته في تربية المريدين وإرشاد السالكين، وفتح أبواب الزوايا أمام طلاب العلم ورواد الذكر، مع حرصه على العمل الدعوي الهادئ وتعميق الصلة بالله عبر الذكر والخدمة.
امتدت جهوده إلى خارج المغرب، فكان له حضور بارز في المؤتمرات واللقاءات الصوفية الدولية، داعيًا إلى الحوار بين الثقافات ونبذ التطرف، وبناء جسور الأخوة بين الشعوب.
وقد دعا الجميع الله عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يرفع درجته في عليين، وأن يجزيه عن دعوته وتعليمه وخدمته لدين الله خير الجزاء، وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. كما سألوا الله سبحانه أن يُسدّد خطى نجله ووارث سره فضيلة الدكتور منير القادري، ليكون خير خلف لخير سلف، ماضيًا على نهج والده وأجداده في نشر المحبة والسلام، وخدمة الإسلام والمسلمين.