عاجل

إزالة الشعر بالموسى أو الشفرة.. اعرف الحكم الشرعي لـ القزع وهل يأثم الحلاق

حكم القزع حرام
حكم القزع حرام

حكم القزع وصفاته من الأمور التي يتساءل عنها كثير من الشباب، خاصة وأن هناك بعض قصات الشعر التي تخرج وفق صيحات الموضة تتسبب في إشكالية شرعية فما هو حكم القزع ومتى نقول أن هذه من القزع؟

ما هو حكم القزع في الشرع.. وهل يأثم الحلاق؟  

القزع مكروه، وهو حلق بعض الرأس (بالموسى أو الشفرة)، وترك بعضه، أو أن يحلق مواضع متفرقة من الرأس، أي يستعمل الموسى في حلق مواضع، ودليله ما رواه ابنِ عمر رضي الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ)، قيل لنافع: ما القزع؟ قال: (يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ) متفق عليه، واللفظ لمسلم.

وقد ذهب السادة الشافعية إلى أنّ النّهيَ في الحديث يحمل على الكراهة وليس على الحرمة، قال شيخ الإسلام الإمام النووي رحمه الله: "يكره القزع، وهو حلق بعض الرأس؛ لحديث بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْقَزَعِ)".

وعللوا النّهي بأنَّ صورته فيها تشويه للخلقة، قال شيخ الإسلام الإمام النووي رحمه الله: "وأجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة إلا أن يكون لمداواة ونحوها، وهي كراهة تنزيه... ومذهبنا -أي الشافعية- كراهته مطلقاً للرجل والمرأة؛ لعموم الحديث، قال العلماء: والحكمة في كراهته أنه تشويه للخلق".

وبينت دار الإفتاء الأردنية أن قص الشعر بشكل متدرج باستخدام المقص، أو آلة الحلاقة لا يسمى قزعاً، بل يسمى تقصيراً، ولا حرج فيه وإن تفاوتت درجات الشعر، فالحلق إنما يكون بالإزالة الكاملة، أما الأخذ من الشعر مع إبقاء جزء منه فيسمى قصَّاً، وبالجملة ينبغي مراعاة العرف عند قصّ الشعر، فتُجتنب القصات الغريبة المخالفة لعادات الناس، أو ما كان فيها تشبه بأهل الفسق.

وعليه؛ فحكم القزع -وهو إزالة الشعر بالموسى أو الشفرة- الكراهة، وفعل الحلاق له يكون مكروهاً أيضاً، والمشاهد أنّ غالب ما يطلبه الناس من قصّات للشعر لا يكون حكم القزع منطبقاً عليها، فالتدريج باستخدام المقصّ، أو آلة الحلاقة دون أخذ الشعر من أصله لا يُعدّ من القزع، ويمكن للحلاق أن يعتذر عن حلاقة القزع للزبائن، وإن لم يمتنع فهو غير آثم، لكنه فعل ما هو مكروه. 

هل القزع حرام في الإسلام؟

قالت دار الافتاء في المذاهب الأربعة إنه عن نافعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضِي الله عنهما: (أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن القَزَعِ) قال: قلتُ لنافعٍ: وما القَزَعُ؟ قال: يُحلَقُ بَعضُ رأسِ الصَّبيِّ، ويُترَكُ بَعضٌ ، وعن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما: (أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأى صَبيًّا قد حُلِقَ بَعضُ شَعرِه وتُرِكَ بَعضُه، فنهى عن ذلك، وقال: احْلِقُوه كُلَّه، أو اترُكوه كُلَّه).

قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن القزع هو حلق بعض الرأس دون البعض الآخر، منوها بأن الجمال هو قيمة والتنساق الخارجي في الشكل دليل على التناسق الداخلي، والله جميل يحب الجمال، موضحًا أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ومنع بعض التصرفات منها تشويه الخلقة، ومنها الوشم وكذلك حلق بعض الرأس وترك البعض الآخر.

ونبه على أن القزع حكمه في الإسلام ليس حرامًا ولكنه مكروه، فمن تركه أثيب ومن فعله لا يعاقب ولكنه سيكون شبه مسخة ومسخرة، وأن الوقت الحالي يذهب الرجل للحلاق، فيطلب منه ما يعرف بتدريج الشعر، أي تخفيف الأجناب تدريجيا إلى أعلى، فيكون الشعر كثيف من أعلى وخفيف من الأسفل.

وأوضح أن هذه الصورة لا تندرج تحت ما يسمى القزع، ولكنه نموذج لحلق الشعر، والدليل أنه يعطي شكلا جماليا ولا يكون منبوذاً، أما القزع فهو الحلق يعني استئصال الشعر من جذوره بالموس، وترك البعض الآخر بدون حلق أصلاً.

تم نسخ الرابط