محمد شوقي: الراحل نور الشريف كان مشروع قومي وثقافي فني قائم بذاته|فيديو
في إطار إحياء ذكرى رحيل الفنان نور الشريف، استضاف برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع على قناة سي بي سي الناقد والمؤرخ الفني محمد شوقي، الذي تحدث بإسهاب عن المشوار الفني والإنساني للنجم الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما والمسرح والدراما المصرية.
وصف محمد شوقي، نور الشريف بأنه "مشروع قومي وثقافي فني قائم بذاته"، مؤكداً أن تميزه لم يقتصر على موهبته التمثيلية، بل شمل عشقه العميق للفن وصناعته، حيث كان دائم البحث عن الكمال في أدائه وأعماله، ويحرص على تقديم فن راقٍ يخاطب الوجدان والعقل معاً.
روح الزمالة والتواضع
أشار محمد شوقي إلى أن نور الشريف كان من أكثر الفنانين الذين يحبون زملاءهم ويدعمونهم، حتى أنه كان يمنح النصائح الفنية بشكل مباشر وغير مباشر لكل من حوله، دون أن يبخل بخبرته أو وقته.
وأضاف محمد شوقي أن النجم الراحل نور الشريف لم يعرف طريق الخلافات أو الصراعات الفنية، فقد كان متسامحاً ومحباً لكل من تعامل معه، وهو ما جعل جنازته تتحول إلى "مظاهرة حب" شارك فيها جميع نجوم مصر من مختلف الأجيال، بدءاً من الزعيم عادل إمام وصولاً إلى أصغر الممثلين سناً.
بداية مليئة بالتحديات
كشف محمد شوقي أن الاسم الحقيقي للفنان نور الشريف هو محمد جابر، وأنه وُلد في حي السيدة زينب العريق بالقاهرة، وفقد والده وهو في عمر السنة، ليجد نفسه في كنف عمه إسماعيل الذي تكفّل برعايته.
وأوضح محمد شوقي أن هذه النشأة البسيطة المليئة بالتحديات أسهمت في تكوين شخصية نور الشريف القوية والمتواضعة في الوقت نفسه، وزرعت داخله إحساساً إنسانياً عميقاً انعكس بوضوح في اختياراته الفنية وأدواره التي تلامس قلوب الجمهور.
إرث فني وإنساني خالد
وتابع محمد شوقي: "لم يكن نور الشريف مجرد ممثل بارع، بل كان مدرسة فنية متكاملة، استطاع عبر عقود من الإبداع أن يقدّم عشرات الأعمال التي تحولت إلى علامات خالدة في تاريخ الدراما والسينما، مثل "لن أعيش في جلباب أبي" و"الحرام" و"ضربة شمس" وغيرها".
وواصل محمد شوقي: "كما أن بصمته الإنسانية كانت حاضرة بقوة، حيث عُرف بوقوفه إلى جانب القضايا الوطنية والمجتمعية، وبدعمه للمواهب الشابة، وتشجيعه على تقديم فن راقٍ يعكس قيم المجتمع المصري".
مكانة لا يزول بريقها
وأختتم محمد شوقي بالتأكيد على أن نور الشريف سيظل واحداً من أهم الرموز الفنية في العالم العربي، ليس فقط بفضل موهبته، ولكن أيضاً بفضل سلوكه الراقي وأخلاقه الرفيعة التي جعلت الجميع يحترمه ويقدّره.
ومع مرور السنوات على رحيله، يزداد الإحساس بقيمته الفنية والإنسانية، لتبقى أعماله خالدة في وجدان الجماهير، شاهدة على رحلة نجم آمن بأن الفن رسالة، وبأن الإبداع لا يكتمل إلا بالصدق والحب.
