رحيل مؤلم يهز دمياط.. وفاة سيدة متأثرة بإصابات بحادث دهس مروع في الأعصر

خيّم الحزن على أجواء مدينة دمياط صباح اليوم، بعد أن استيقظ الأهالي على خبر وفاة السيدة كريمة ياسين مصطفى خروبة، البالغة من العمر 67 عامًا، والتي لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بجروحها البالغة إثر حادث دهس وقع مساء أمس في منطقة الأعصر الحادث، الذي وصفه شهود العيان بالمروع، أسفر عن إصابة أربع سيدات من أبناء المنطقة أثناء سيرهن في الشارع، عندما باغتتهن سيارة ملاكي تسير بسرعة غير متوقعة، لتصطدم بهن في مشهد أثار الرعب والفزع بين المارة.
وفاة سيدة متأثرة بإصابات حادث دهس مروع في الأعصر
السيدة كريمة، المعروفة بين جيرانها وأهل منطقتها بطيبة القلب وحسن المعشر، كانت في طريقها لشراء بعض الاحتياجات المنزلية، قبل أن تتحول لحظاتها الأخيرة إلى مأساة إنسانية. فقد أصيبت إصابة شديدة أسفرت عن بتر في إحدى قدميها، وتم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الأعصر بدمياط حيث خضعت لعدة تدخلات طبية عاجلة على أمل إنقاذ حياتها.
وعلى الرغم من الجهود المضنية التي بذلها الأطباء وفرق التمريض، فإن حالتها الصحية تدهورت بشكل سريع نتيجة مضاعفات الإصابة وفقدان كمية كبيرة من الدم، لتفارق الحياة في الساعات الأولى من صباح اليوم، تاركة خلفها أسرة مفجوعة وجيرانًا وأصدقاء لم يستوعبوا بعد صدمة رحيلها.
أما السيدات الثلاث الأخريات اللاتي تعرضن للإصابة في نفس الحادث، فما زلن يتلقين الرعاية الطبية اللازمة داخل المستشفى، وسط دعوات من الأهالي لشفائهن العاجل. فيما باشرت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها فور وقوع الحادث، حيث تم التحفظ على السيارة والسائق، وفتح محضر رسمي لكشف كافة الملابسات وتحديد ما إذا كان هناك إهمال أو تجاوزات مرورية أدت إلى وقوع هذه الكارثة.
هذا الحادث أعاد إلى الواجهة من جديد ملف السلامة المرورية داخل الأحياء السكنية، إذ عبّر الكثير من سكان دمياط عن استيائهم من السرعة الزائدة لبعض السائقين في شوارع ضيقة ومكتظة بالمارة، مطالبين بضرورة تكثيف الحملات المرورية ووضع مطبات صناعية إضافية في النقاط الخطرة، لحماية الأرواح ومنع تكرار مثل هذه المآسي.
وسرعان ما امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات النعي والرثاء، حيث شارك المئات من أبناء دمياط في التعبير عن حزنهم العميق لفقدان السيدة كريمة، مؤكدين أنها كانت مثالًا للأخلاق الكريمة والابتسامة الصادقة. البعض وصف رحيلها بأنه "خسارة كبيرة للحي بأكمله"، فيما دعا آخرون إلى إطلاق اسمها على أحد شوارع المنطقة تكريمًا لذكراها.
في الوقت ذاته، يترقب الأهالي نتائج التحقيقات الرسمية، على أمل أن تسفر عن إجراءات رادعة تمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تحصد أرواح الأبرياء. وبين الحزن العميق والدعوات المستمرة، تبقى ذكرى السيدة كريمة محفورة في قلوب من عرفوها، شاهدة على أن لحظة واحدة من التهور على الطريق قد تسلب حياة إنسان وتترك وراءها أثرًا لا يُمحى.