تسجيل مسرّب للشهيد أنس الشريف: حماس تسببت بالكارثة.. وأنقذوا غزة

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا صوتيًا منسوبًا للصحفي الفلسطيني أنس الشريف، حذر فيه من الكارثة الإنسانية التي يشهدها شمال قطاع غزة بفعل استمرار الحرب، موجّهًا انتقادات لاذعة لقادة حماس الذين يتولّون التفاوض مع إسرائيل.
وفي التسجيل الذي جاء أشبه برسالة وداع، حذر الشريف من أن جنوب قطاع غزة مهدد بأن يلقى نفس مصير الشمال، محمّلاً مسؤولية التدهور الإنساني لـ"المفاوضين باسم أهالي غزة"، على حد تعبيره.
"أنهوا الحرب.. سلّموا الأسرى وأنفسكم"
وطالب أنس الشريف قادة حركة حماس بشكل واضح بإنهاء الحرب والمعاناة التي يعيشها سكان القطاع، قائلاً إنهم يجب أن يتخذوا قرارًا شجاعًا حتى لو تطلّب الأمر تسليم الأسرى أو حتى تسليم أنفسهم.
وأضاف في التسجيل: "لا تدّعوا الصمود والانتصار.. الشمال خُسر فعليًا، ومدينة غزة نفسها اليوم في خطر الاحتلال. الوضع لم يعد يحتمل".
اغتيال أنس الشريف وخمسة صحفيين
وفي تطوّر مأساوي، أقرّ الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين باغتيال أنس الشريف وخمسة صحفيين آخرين، إثر غارة جوية استهدفت خيمة صحفيين كانت منصوبة أمام مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة.
وقالت مصادر طبية في غزة إن القصف وقع ليلاً، وتسبب بمجزرة جديدة راح ضحيتها عدد من الإعلاميين، كانوا يحاولون تغطية التطورات الميدانية في أكثر المناطق تضررًا من الحرب.
تبرير الجيش الإسرائيلي
وبعد الضجة التي أثارها اغتيال الشريف وزملائه، زعم متحدث عسكري إسرائيلي أن أنس الشريف "انتحل صفة صحفي"، مدعيًا أنه كان "قائد خلية إرهابية تابعة لحماس" ومتورطًا في هجمات صاروخية ضد مدنيين إسرائيليين.
وأضاف الجيش أن "معلومات استخباراتية ووثائق وُجدت في غزة، تتضمن سجلات رواتب وقوائم تدريب، تؤكد انتماءه لحماس"، وهو ما نفاه الشريف مرارًا في مناسبات سابقة، مؤكّدًا استقلاليته المهنية ورفضه لأي انتماء حزبي أو سياسي.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة بعد الحادثة، حيث اعتبر صحفيون ومؤسسات إعلامية أن استهداف خيمة الصحفيين "جريمة حرب مكتملة الأركان"، مطالبين المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على استهداف الإعلاميين عمداً.
ووصفت لجنة حماية الصحفيين في تصريحات سابقة أنس الشريف بأنه "كان مستهدفًا بحملة تشويه عسكرية إسرائيلية"، وأعربت عن قلقها المتكرر على سلامته، وهو ما تحول إلى واقع مأساوي عقب اغتياله.