ليس إقصاءً.. الضويني: أساتذة الجامعات الشرعية جزء أصيل من منظومة الفتوى|خاص

قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، إن قصر الفتوى الرسمية على هيئات ولجان معتمدة داخل الأزهر الشريف، مثل مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ولجنة الفتوى بالجامع الأزهر، لا يُعد إقصاءً أو تقييدًا للكفاءات العلمية بالجامعة، بل هو تنظيم مؤسسيّ ضروري لضبط الفتوى، وصون الشريعة من الفتاوى الفردية غير المؤصلة، أو تلك التي قد تفتقر إلى فقه الواقع ومتغيراته.
وكيل الأزهر: الفتوى ليست اجتهادًا فرديًّا عابرًا
وأوضح أن الفتوى ليست اجتهادًا فرديًّا عابرًا، بل منظومة علمية دقيقة تتطلب تكاملًا بين الإلمام العميق بعلوم الشريعة ومقاصدها، وبين الوعي التام بالواقع والمستجدات ومراعاة المصلحة العامة.
وتابع في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: أما أساتذة الجامعات الشرعية، فهم جزء أصيل من المنظومة العلمية للأزهر، ويساهمون بدور محوري في تطوير الفكر الفقهي وتأصيله، وتُبنى على دراساتهم وبحوثهم كثير من الفتاوى الصادرة عن الجهات المختصة.
كما يسهمون في تأهيل الكوادر العلمية وتخريج أجيال من الباحثين والمفتين. وبالتالي، فإن العلاقة بين الهيئة المُصدِرة للفتوى وأهل التخصص في الجامعة ليست علاقة إقصاء، بل علاقة تكامل علمي، يضمن اتساق الفتوى مع منهج الأزهر الوسطي، دون أن تُقيد حرية البحث العلمي أو تنوّع الاجتهاد.
ماذا قدم الأزهر فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني؟
كما قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر إن قضية «تجديد الخطاب الديني» تمثل أولوية وطنية ودينية، وقد وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأنظار إليها منذ سنوات، إدراكًا لما لها من أثر مباشر على وعي الإنسان، وتماسك المجتمع، واستقرار الدولة.
وأكد وكيل الأزهر في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: «الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، كان في مقدمة المؤسسات التي تفاعلت بوعي ومسؤولية مع هذه الدعوة، انطلاقًا من رسالته التاريخية، وحرصه الدائم على أن يكون الخطاب الديني معبّرًا عن روح الإسلام السمحة، ومواكبًا لمتغيرات الواقع، دون تفريط في الثوابت. وهو ما ترجمته جهود الأزهر العملية في مختلف المسارات التعليمية والدعوية والتوعوية».
وتابع: قد خطا الأزهر خطوات جادة في هذا الملف، من خلال تطوير المناهج التعليمية، وإعادة تأهيل الأئمة والوعّاظ والدعاة، وتكثيف البرامج التدريبية لمواكبة تطورات العصر، إضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات الفكرية والتوعوية التي تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، وترسيخ ثقافة الحوار والعيش المشترك. ومع ذلك، فنحن نؤمن أن تجديد الخطاب الديني ليس محطة نهائية، بل عملية مستمرة تحتاج إلى تكامل الجهود بين المؤسسات، ووعي متجدد، وانفتاح رشيد على مستجدات الواقع، وسيظل الأزهر الشريف حريصًا على الاضطلاع بدوره الأصيل في هذا المسار، بما يحقق مصلحة الوطن ويُعزّز من وعي المجتمع واستقراره.