آبل تعيد تعريف Siri.. ذكاء اصطناعي وأوامر صوتية متعددة التطبيقات

تستعد شركة آبل لإحداث نقلة نوعية في مساعدها الصوتي Siri، عبر إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل موسّع، وذلك ضمن تحديث مرتقب في العام المقبل.
لكن الجديد في الأمر، وفقًا لتقرير حديث، أن هذه الترقية قد تتضمن ميزة متقدمة تُعرف باسم "App Intents"، ما يعزز قدرات Siri بشكل غير مسبوق.
أوامر صوتية عبر التطبيقات
بحسب النشرة الأسبوعية "Power On" للصحفي مارك غورمان من وكالة Bloomberg، فإن ميزة "App Intents"—وهي خاصية موجودة بالفعل ضمن نظام iOS—ستحصل على تحديث كبير في الربيع المقبل، بالتزامن مع إطلاق النسخة المطورة من Siri. وعند تفعيل هذه الميزة، سيتمكن المستخدمون من إصدار أوامر صوتية معقدة تتداخل بين عدة تطبيقات.
من بين الأمثلة التي أوردها التقرير: إمكانية الطلب من Siri تحرير صورة معينة وإرسالها إلى شخص محدد، أو تسجيل الدخول إلى تطبيق دون الحاجة إلى لمس الجهاز.
اختبارات داخلية وتحديات تقنية
ورغم أن الميزة لا تزال قيد الاختبار الداخلي في آبل، إلا أن التقرير يشير إلى وجود تحديات تتعلق بمدى توافقها مع عدد كافٍ من التطبيقات عند الإطلاق، وهو أمر حاسم لضمان فائدتها الفعلية. كما أن دقة تنفيذ الأوامر ستكون محل مراقبة، خاصة في ظل الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب ضبطًا عاليًا.
تأخر في الإطلاق وتفوق المنافسين
كانت آبل قد كشفت عن خططها لتحديث Siri خلال مؤتمر المطورين WWDC 2024، في محاولة للحاق بالمنافسين مثل Gemini من Google، الذين سبقوا Siri في مجالات الفهم السياقي والتفاعل الذكي. ومع ذلك، فإن التأخير في تنفيذ هذه التحديثات قد يحول دون إطلاقها بالتزامن مع هاتف iPhone 17 المتوقع في سبتمبر المقبل.
انعكاسات قانونية محتملة
ويأمل مراقبون أن يسهم إطلاق هذه الميزة في تقليل الضغوط القانونية على آبل، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة بشأن محدودية Siri مقارنة بالمساعدات الصوتية الأخرى، وما قد يترتب على ذلك من تحديات تتعلق بالخصوصية وسهولة الاستخدام.
جدير بالذكر أن شركة آبل (Apple Inc.) تعتبر واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا، وقد تأسست في الأول من أبريل عام 1976 على يد ستيف جوبز، وستيف وزنياك، ورونالد واين في ولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة. بدأت آبل رحلتها بإنتاج الحواسيب الشخصية، وكان جهاز "Apple I" أول منتجاتها، ثم تبعه "Apple II" الذي حقق نجاحًا تجاريًا واسعًا.
شهدت الشركة تطورات متسارعة، خاصة بعد عودة ستيف جوبز إليها في أواخر التسعينيات، حيث أعاد تشكيل هوية آبل من خلال التركيز على التصميم الأنيق والتجربة المتميزة للمستخدم. أطلقت الشركة سلسلة من المنتجات الثورية مثل جهاز iMac، ثم دخلت مرحلة جديدة من الريادة مع إطلاق iPod عام 2001، وiPhone عام 2007، وiPad عام 2010، وهي منتجات غيّرت شكل صناعة التكنولوجيا والاتصالات حول العالم.
تتميز آبل بنظامها البيئي المتكامل، حيث تربط بين أجهزتها المختلفة عبر نظام تشغيل موحد وتجربة مستخدم سلسة، مما يعزز ولاء العملاء ويزيد من قيمة منتجاتها. كما تشتهر الشركة بسياساتها الصارمة في حماية الخصوصية، ونهجها المغلق في تطوير البرمجيات والأجهزة.
توسعت آبل لتشمل مجالات متعددة مثل الخدمات السحابية، المحتوى الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز. وتُعد اليوم من أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية، حيث تجاوزت قيمتها التريليونات من الدولارات.