عاجل

إبراهيم درويش يكشف أسباب وصول أسعار الغذاء العالمية لأعلى مستوى| فيديو

منظمة الفاو
منظمة الفاو

أثار إعلان منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" عن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين، حالة من القلق في الأوساط الاقتصادية والزراعية، وفي هذا السياق، قدّم الدكتور إبراهيم درويش، أستاذ الزراعة بجامعة المنوفية، قراءة تحليلية لأسباب هذا الارتفاع، وأبعاده على الأمن الغذائي العالمي.

وأوضح إبراهيم درويش، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن منظمة "الفاو" تُعد المرجعية الأولى عالميًا في مجالات الزراعة والغذاء، وتضطلع بدور محوري في مكافحة الجوع وتحقيق الأمن الغذائي الدولي، عبر جمع البيانات وتحليلها وإصدار تقارير دورية عن حركة الأسواق الغذائية في العالم.

دور منظمة الفاو في المراقبة 

وأشار إبراهيم درويش إلى أن "الفاو" تعتمد على آلية دقيقة لرصد العرض والطلب من خلال تقارير شهرية، ما يتيح للمواطنين والحكومات اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي تغيرات مفاجئة في الأسعار.

وبيّن إبراهيم درويش أن تقارير المنظمة تمثل أداة إنذار مبكر تساعد في وضع خطط عاجلة للتعامل مع الأزمات الغذائية، سواء كانت ناجمة عن تغيرات مناخية أو تقلبات اقتصادية أو صراعات تؤثر على الإنتاج والتوزيع.

تباين أسعار السلع الغذائية 

وتطرّق الدكتور إبراهيم درويش إلى تفاصيل حركة الأسعار، موضحًا أن هناك تباينًا بين فئات السلع الغذائية على مستوى العالم. فبينما تشهد أسعار اللحوم والدواجن والزيوت ارتفاعًا ملحوظًا، تتجه أسعار محاصيل الحبوب والألبان والسكر نحو الانخفاض.

وأوضح إبراهيم درويش أن هذه التباينات تعود إلى طبيعة كل سلعة ومناطق إنتاجها وظروف العرض والطلب الخاصة بها، بالإضافة إلى تأثير العوامل المناخية على إنتاج بعض المحاصيل الأساسية.

الجفاف والتصحر أبرز الأسباب

وأكد إبراهيم درويش أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا هو الجفاف وقلة المعروض، مشيرًا إلى أن بعض المناطق تشهد مستويات غير مسبوقة من التصحر، ما يقلل من قدرة المزارعين على إنتاج كميات كافية من المحاصيل.

وأضاف إبراهيم درويش أن هذا النقص في المعروض يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة الضغط على السلع الأساسية، خاصة مع ارتفاع الطلب، وهو ما يخلق فجوة بين العرض والطلب تدفع الأسعار للصعود.

تأثير المناخ على الأمن 

لفت إبراهيم درويش إلى أن التغيرات المناخية باتت تشكل تحديًا خطيرًا للأمن الغذائي العالمي، حيث تؤدي موجات الجفاف والفيضانات إلى تراجع الإنتاج الزراعي في مناطق واسعة، مما ينعكس على الأسعار العالمية.

كما أشار إبراهيم درويش إلى أن استمرار هذه الظواهر المناخية قد يدفع الحكومات إلى إعادة النظر في سياسات الإنتاج الزراعي وإدارة الموارد المائية، لضمان استدامة الأمن الغذائي.

الاستعداد لمواجهة الأزمات

دعا إبراهيم درويش الدول، خاصة النامية منها، إلى الاستفادة من تقارير "الفاو" كأداة للتخطيط الاستباقي، وتبني سياسات زراعية واقتصادية تحمي الأسواق المحلية من الصدمات العالمية.

وأشار إبراهيم درويش إلى أن تنويع مصادر الاستيراد، ودعم الإنتاج المحلي، والاستثمار في تقنيات الزراعة الحديثة، يمكن أن يكونوا حلولًا فعالة للتقليل من أثر ارتفاع الأسعار على المستهلكين. 

 

الدكتور إبراهيم درويش 
الدكتور إبراهيم درويش 

الحاجة إلى تعاون دولي

اختتم الدكتور إبراهيم درويش حديثه بالتأكيد على أن مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء تحتاج إلى تعاون دولي واسع، سواء في تبادل الخبرات أو دعم الدول الأكثر تضررًا، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات في الزراعة المستدامة ومشروعات الأمن الغذائي.

وشدد إبراهيم درويش على أن الأزمات الغذائية لا تؤثر فقط على الاقتصاد، بل تمتد آثارها إلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ما يجعلها أولوية قصوى على أجندة الحكومات والمنظمات الدولية.

تم نسخ الرابط