عاجل

محلل فلسطيني: غزة تدفع ثمن الصراع السياسي بين نتنياهو وحماس

الدكتور شفيق التلولي
الدكتور شفيق التلولي

أكد الدكتور شفيق التلولي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن غزة تدفع ثمنًا باهظًا في ظل الحرب المستمرة، موضحًا أن هذا الثمن ناتج عن حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحفاظ على موقعه في رأس السلطة داخل تل أبيب، إضافة إلى تمسك حركة حماس بمكانها في قطاع غزة أو أي موقع يضمن لها المرور الآمن.

مفارقة تتجلى يومًا بعد يوم

وأوضح شفيق التلولي، في مداخلة هاتفية مع برنامج مساء جديد المذاع عبر قناة المحور الفضائية، أن الطرفين، رغم اختلاف توجهاتهما، يشتركان في البحث عن فرص للبقاء السياسي بأي شكل، الأمر الذي يجعل المدنيين الفلسطينيين يدفعون ثمنًا فادحًا على المستويين الإنساني والمعيشي.

وأشار شفيق التلولي إلى أن هذه المعادلة المعقدة تمثل مفارقة سياسية وإنسانية تتكشف مع مرور الوقت، إذ يتضح أن استمرار القتال لا يرتبط فقط بالخلافات المعلنة، بل أيضًا برغبة كل طرف في تعزيز موقفه على حساب فرص السلام.

نتنياهو وإصرار الحرب

ولفت شفيق التلولي إلى أن ما يجري على الأرض من تعطيل متكرر لأي مفاوضات تهدئة يؤكد وجود استراتيجية مقصودة لإفشال المبادرات الساعية لوقف إطلاق النار، وهو ما يطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة السكان.

وبحسب شفيق التلولي، فإن نتنياهو يتعمد عرقلة مفاوضات التهدئة، مدفوعًا برغبته في تقديم نفسه كقائد قوي أمام الداخل الإسرائيلي، وخاصة أمام التيار اليميني المتشدد الذي يضغط باتجاه استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق السيطرة الكاملة على القطاع.

لتحقيق مكاسب سياسية

وأكد شفيق التلولي أن تصريحات نتنياهو العلنية تكشف عن نية واضحة في الإبقاء على التصعيد العسكري، وهو ما يجعل أي جهود للوساطة أو التهدئة تصطدم بجدار من الرفض والمراوغة السياسية.

وفي المقابل، يرى شفيق التلولي أن حركة حماس أيضًا تتحمل جزءًا من مسؤولية استمرار الأزمة، إذ تسعى للحفاظ على وجودها في القطاع أو الحصول على ضمانات لممرات آمنة إذا اضطرت للانسحاب، وهو ما يعقد المشهد التفاوضي ويجعل الحلول أكثر بعدًا عن التحقيق.

حماس وتشبثها بموقعها

وأوضح شفيق التلولي أن هذا الموقف يضع القضية الفلسطينية أمام مأزق مزدوج، حيث يجد المواطن العادي نفسه بين طرفين يسعيان وراء مصالح سياسية، بينما تغيب الأولويات الإنسانية الملحة.

وأشار شفيق التلولي إلى أن النتيجة المباشرة لهذا الصراع تتمثل في تفاقم الكارثة الإنسانية، مع تزايد أعداد النازحين، وانعدام الأمن الغذائي، وتدهور الخدمات الصحية، فضلًا عن الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية في مختلف مناطق القطاع.

النتائج الكارثية للصراع

وأكد شفيق التلولي أن استمرار الحرب بهذا الشكل يهدد بتفجير الأوضاع الإقليمية، ويؤخر أي خطوات عملية نحو استئناف المفاوضات على أساس حل الدولتين، الذي يمثل الحل السياسي الأكثر قبولًا على الصعيد الدولي.

واختتم شفيق التلولي حديثه بالدعوة إلى تحرك جاد من المجتمع الدولي للضغط على جميع الأطراف لوقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشددًا على أن أي تأخير في ذلك سيعني مزيدًا من الدماء والدمار، وضياع فرص السلام للأجيال القادمة.

تم نسخ الرابط