عاجل

مأزق سياسي وإعلامي.. دبلوماسي سابق: نتنياهو يعيش لحظة سياسية بالغة التعقيد

نتنياهو
نتنياهو

أكد السفير فوزي العشماوي، الدبلوماسي المصري السابق، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش لحظة سياسية بالغة التعقيد، ويقف أمام منعطف خطير قد يحدد مستقبله السياسي.

 

 وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن” الذي يقدمه الإعلامي سيد علي على قناة الحدث اليوم، أن نتنياهو خسر بشكل واضح الحرب الدعائية أمام الرأي العام العالمي، الذي بدأ يرى حقيقة الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، مما أفقده الكثير من الدعم الخارجي الذي كان يعوّل عليه.

 

مأزق سياسي وتراجع الدعم الدولي

أشار العشماوي إلى أن الأحداث الأخيرة كشفت عجز حكومة نتنياهو عن تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، حيث واجهت انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، ما أدى إلى تراجع مكانته على الساحة العالمية. وأضاف أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين العزل في غزة والضفة الغربية ساهم في زيادة الضغوط الدولية، الأمر الذي جعل نتنياهو في موقف دفاعي أمام وسائل الإعلام الأجنبية والهيئات الدبلوماسية.

كما لفت إلى أن إسرائيل لم تعد قادرة على تبرير ممارساتها أمام الرأي العام، بعد انتشار صور ومقاطع توثق الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وهو ما أدى إلى تحول كبير في نظرة الشعوب الغربية تجاه الصراع.

 

أهمية التضامن العربي والدولي مع فلسطين

وشدد السفير العشماوي على ضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى القوى الدولية المؤمنة بالعدالة، لدعم القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة. 

 

وأكد أن الانقسام العربي يمثل ثغرة تستغلها إسرائيل لتعزيز مواقفها، بينما الاتحاد والتنسيق السياسي والإعلامي يمكن أن يغير مسار الأحداث لصالح الفلسطينيين.

وأضاف أن التحدي الأكبر أمام العرب ليس فقط في الدعم السياسي، بل في العمل على تحريك الرأي العام الدولي بشكل مستمر، من خلال المنصات الإعلامية المؤثرة والمؤسسات الحقوقية العالمية.

 

خسارة الحرب الإعلامية والدعائية

أكد العشماوي أن الحرب الحديثة لا تُحسم فقط في ميادين القتال، بل على منصات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما فشلت فيه إسرائيل خلال الفترة الأخيرة فقد استطاعت القضية الفلسطينية أن تحجز موقعًا بارزًا في الإعلام العالمي، بعدما كانت محاصرة في الأخبار الإقليمية فقط، وهذا بفضل جهود النشطاء والمراسلين الميدانيين والمنظمات الحقوقية.

وأشار إلى أن ما يحدث الآن هو تحول تاريخي في طريقة تناول الإعلام الغربي للقضية الفلسطينية، حيث بدأت وسائل إعلام كبرى في تبني خطاب أكثر حيادًا، وأحيانًا أكثر نقدًا للسياسات الإسرائيلية، وهو ما كان نادرًا في الماضي.

 

دعوة للتحرك العملي

اختتم السفير فوزي العشماوي حديثه بالتأكيد على أن الفرصة سانحة حاليًا لإحداث تغيير حقيقي في ميزان القوى الإعلامي والسياسي لصالح الفلسطينيين، شريطة أن يكون هناك عمل عربي منظم ومدروس. 

 

ودعا إلى الاستثمار في الحملات الإعلامية الدولية، ودعم المحتوى الموجه إلى الشعوب الغربية بلغاتها، حتى تصل الحقيقة بلا تحريف أو تزييف.

كما شدد على أن هذه المرحلة تتطلب تحركًا عاجلًا من جميع الأطراف المؤمنة بالحق الفلسطيني، لأن التباطؤ قد يمنح إسرائيل فرصة لاستعادة زمام المبادرة في الساحة الإعلامية والدبلوماسية.

تم نسخ الرابط