الاتحاد الأوروبي يرفض مقترح ترامب: لن تتخلى كييف عن أراضيها

أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس، اليوم الأحد، رفض مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن أن "كافة الأراضي التي تحتلها القوات الروسية مؤقتًا هي أراضٍ أوكرانية".
وشددت كالاس على أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على دفع روسيا إلى الدخول في مفاوضات جادة، مؤكدة أن أي اتفاق يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي معًا، وأنه لا ينبغي أن يشكل هذا الاتفاق بداية لمزيد من العدوان الروسي.
تحضيرات أوروبية لاستمرار الأزمة
وأعلنت المسؤولة الأوروبية عن عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل، لمناقشة التطورات، في ظل دعوات قادة الدول الأوروبية في وقت سابق إلى ضرورة إشراك أوكرانيا في أي مفاوضات مرتقبة بين موسكو وواشنطن، قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيسين ترامب وبوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس الجاري.
القلق الأوكراني من تبادل الأراضي
في السياق ذاته، أعرب الرئيس الأوكراني عن تقديره لموقف الاتحاد الأوروبي، مثمنًا دعم القادة الأوروبيين لمطالبته بالمشاركة في قمة ألاسكا، وذلك في ظل المخاوف من محاولة روسيا والولايات المتحدة فرض شروط لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث ونصف.
وكان ترامب قد أثار قلق أوكرانيا بتصريحاته التي تحدث فيها عن احتمال تضمين اتفاق سلام "تبادل بعض الأراضي بما يخدم مصالح الجانبين"، فيما كشف مسؤول أوروبي عن وجود اقتراح مضاد تقدمه أوروبا، لكنه لم يفصح عن تفاصيله.
خلفية الصراع والموقف الروسي
يذكر أن روسيا شنت غزوًا واسعًا على أوكرانيا في فبراير 2022، وسيطرت على نحو خمس الأراضي الأوكرانية، مع إعلانها ضم مناطق لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، رغم سيطرتها الفعلية على جزء فقط من الأخيرة، ومطالبتها بأي تسوية مستقبلية بضمان بقاء تلك المناطق خارج سيطرة كييف.
آراء الخبراء الأوكرانيين: لقاء ألاسكا قد لا يحمل حلولاً حقيقية
في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، اعتبر الدكتور إيفان يواس، المحلل الأوكراني والمدير الإداري للمركز الوطني الأوكراني، أن لقاء الرئيسين ترامب وبوتين في ألاسكا يثير المزيد من التساؤلات بدلاً من تقديم حلول واضحة، موضحًا أن كلا الطرفين يسعى وراء مكاسب سياسية أكثر من تحقيق تسوية استراتيجية.
ووصف يواس فكرة التوصل إلى اتفاق سلام سريع خلال الأسبوع المقبل بـ"الوهم السياسي"، موضحًا أنه لا توجد مؤشرات حقيقية على اختراق وشيك، وأن أقصى ما يمكن توقعه هو هدنة مؤقتة أو إعلان نوايا سلمية عامة.
روسيا تراهن على الحسم الميداني
وحذر يواس من المبالغة في تقدير استعداد روسيا لتجميد خطوط القتال، موضحًا أن الكرملين ما زال يعتقد بإمكانه تحقيق انتصار ميداني خلال الأشهر المقبلة، متوقعًا أن تتغير موازين القوى في غضون 3 إلى 4 أشهر، سواء بتحقيق تقدم ميداني واسع أو انهيار جبهة أوكرانية يتيح لروسيا فرض شروطها.
رفض أوروبي وأوكراني قاطع لتبادل الأراضي
وفيما يخص مقترحات التنازل عن أراضٍ أو تبادلها، أكد يواس أن هذا الطرح مرفوض تمامًا على المستويين السياسي والقانوني، لا من جانب كييف ولا من العواصم الأوروبية، مشيرًا إلى أن منح روسيا السيطرة الكاملة على دونيتسك سيكون كارثة سياسية لا يمكن قبولها.
توقعات ما بعد قمة ألاسكا
وختم المحلل الأوكراني بالقول إن القمة المنتظرة قد تُستخدم لأغراض دعائية فقط، مع احتمالية إعلان هدنة جوية محدودة أو نوايا سلمية عامة، لكنه استبعد أن تحمل أيًا من الأطراف حلًا فعليًا للنزاع، متوقعًا استمرار الوضع الراهن على الأرض بعد انتهاء اللقاء.