الفضة تتألق وتتجاوز 38 دولارًا للأوقية في 2025 رغم اضطرابات الأسواق

رغم التقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخرًا، استمرت الفضة في فرض حضورها القوي كأحد أهم المعادن النفيسة والملاذات الآمنة خلال عام 2025، مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية أسهمت في زيادة الإقبال عليها محليًا وعالميًا.
وفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" للأبحاث، استقر سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلية عند 52 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الحالي، في حين سجل جرام الفضة عيار 999 نحو 65 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 60 جنيهًا. كما بلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) نحو 480 جنيهًا، مما يعكس ثباتًا نسبيًا في الأسعار وسط تقلبات الأسواق.
الصعيد العالمي
على الصعيد العالمي، شهدت أوقية الفضة تفاعلاً إيجابيًا، حيث افتتحت تعاملات الأسبوع عند مستوى 36.96 دولارًا، قبل أن تغلق عند 38.26 دولارًا، مسجلة مكاسب تقارب 3%، لتظل قرب أعلى مستوياتها خلال 13 عامًا. وتفوقت الفضة بذلك على الذهب الذي ارتفع بنسبة 1% فقط، رغم تسجيل الذهب قفزة غير مسبوقة إلى 3534 دولارًا للأوقية، بدعم أنباء نية الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب المستوردة.
ويعكس تداول الفضة فوق مستوى 38 دولارًا للأوقية توازنًا إيجابيًا، خاصة مع تراجع نسبة الذهب إلى الفضة إلى نحو 89 نقطة مقارنة بأكثر من 100 نقطة في أبريل الماضي، مما يشير إلى قوة أداء الفضة نسبيًا في الأسواق العالمية.
ارتفاع طلبات إعانة البطالة
الدعم جاء من بيانات أمريكية أظهرت ارتفاع طلبات إعانة البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ 2021، ما رفع احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر إلى أكثر من 80%، وهو ما قلل جاذبية الأصول الأخرى وزاد الطلب على الذهب والفضة. كما ساهمت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وبوادر التهدئة في النزاع الأوكراني، في إبقاء حالة عدم اليقين مرتفعة.
منذ بداية العام، حققت الفضة أداءً لافتًا؛ إذ اخترقت حاجز 35 دولارًا في يونيو واقتربت من 40 دولارًا في يوليو، وهو أعلى مستوى في 13 عامًا، مدعومةً بقوة الطلب الصناعي وتدفقات صناديق الاستثمار.
في المقابل، رفع بنك HSBC توقعاته لسعر الفضة في 2025 إلى 35.14 دولار، مرجحًا ارتباط صعودها الوثيق بالذهب، بينما أشارت "بلومبرج" إلى أن النسبة المرتفعة للذهب إلى الفضة في الربيع قد تعكس بوادر ركود، لكنها تفتح المجال لتفوق الفضة حال خفض الفيدرالي للفائدة. أما مجلس الذهب العالمي فأكد أن ضعف الدولار وتراجع الفائدة الحقيقية واستمرار التوترات التجارية تظل عوامل داعمة لكلا المعدنين.
ورغم التحذيرات من أن أي هبوط حاد للذهب قد يضغط على مكاسب الفضة، فإن التوقعات تظل إيجابية على المدى المتوسط، خاصة مع السياسات النقدية التيسيرية وارتفاع التضخم، إلى جانب زيادة الطلب الصناعي المرتبط بالتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، ما يمنح الفضة قاعدة دعم قوية في المرحلة المقبلة.