عاجل

خالد الجندي: حرف واحد في القرآن قد يغير المعنى ويكشف عظمة البلاغة الإلهية

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

حذّر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، من التسرع في تفسير القرآن الكريم اعتمادًا على الأهواء أو الفهم السطحي، مؤكدًا أن القرآن هو أصل البلاغة واللغة، وأن التعامل معه يحتاج إلى إدراك دقيق لمعاني الألفاظ والكلمات، والتأدب بأدب القرآن عند الحديث فيه.

وقال خالد الجندي، خلال حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، إن بعض الناس يجترئون على تفسير آيات القرآن بعقولهم المجردة دون الرجوع إلى قواعد اللغة وأصول التفسير، وهو أمر لا يصلح ولا يجوز.

دقة المعنى القرآني

استشهد خالد الجندي بقول الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "الحمد لله الذي أنقذنا بحرف عن حرف"، موضحًا أن هذا يتجلى في قوله تعالى: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون".

وبيّن خالد الجندي أن اختيار كلمة "عن" بدل "في" له دلالة عظيمة، إذ لو قال الله تعالى: "في صلاتهم ساهون"، لدخل في الوعيد كل من يسرح أثناء الصلاة، وهو أمر يحدث مع الجميع، لكن المعنى المقصود في الآية موجّه إلى الذين يتركون الصلاة بالكلية أو يتهاونون بها.

تفسير حرف واحد

لفت خالد الجندي إلى أن كل حرف في القرآن الكريم يحمل دلالة ومعنى، وهذا ما يفسر الجهد الضخم الذي بذله العلماء عبر التاريخ في تفسير كتاب الله، مشيرًا إلى أن الإمام الهروي ألّف ثلاثة مجلدات بعنوان "منازل السائرين" في شرح قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين".

كما ذكر خالد الجندي أن الإمام ابن القيم خصص أربعة مجلدات كاملة لشرح نفس الآية في كتابه "مدارج السالكين"، وهو ما يبرز عمق المعاني التي قد تحملها آية أو حتى كلمة واحدة من القرآن الكريم.

إتقان أقسام اللغة

دعوة لإتقان اللغة أوضح خالد الجندي أن إتقان أقسام اللغة من فعل واسم وحرف وكلمة وجملة أمر أساسي لفهم القرآن فهمًا صحيحًا، لأن لكل منها وضعه وإعرابه ومعناه الذي لا يمكن إغفاله.

<strong>الشيخ خالد الجندي </strong>
الشيخ خالد الجندي 

وختم خالد الجندي بالتأكيد على أن تدبر القرآن يحتاج إلى أدوات علمية ولغوية راسخة، حتى لا يُحرّف المعنى أو يُختزل إعجازه في تفسيرات سطحية، داعيًا المسلمين إلى النهل من علم العلماء الموثوقين حفاظًا على سلامة الفهم والتدبر.

تم نسخ الرابط