15 عاما «بتعافر مع الحديد».. «عبير» أشهر بائعة أنابيب بالمنوفية: «بطلع الطابق السابع عشان 5 جنيه»

«بنت الشقى.. ست بـ100 راجل.. صاحبة أجمل وش في الزمن الغش».. سمها كما شئت، اطلق عليها من المسيمات أسماها، هي تستحق أن تكون الأم المثالية فعلا وقولا.. السيدة «عبير» ابنة المنوفية التي تصارع «الحديد» يوميا، تهزمه أحيانا، ويهزمها هو أوقات أخرى حين ينال منها الألام والتعب، لكن دون أن يتملكها.
تبدأ «عبير» رحلتها اليومية مع إشراقة كل صباح، تحمل فوق أكتافها 10 أنابيب بوتاجاز واحدة تلو الأخرى، وتضعهم تباعا على سيارتها المتهالكة التي يقودها «حمار»، وتنطلق في شوارع مدينة قويسنا دون كلل أو ملل، وقد تضطر إلى الصعود للطوابق المرتفعة حاملة أنبوبة بوتاجاز فقط للحصول على هامش ربح زهيد لا يتخطى الـ7 جنيهات.
«عبير» عبرت عن معاناتها حين قالت «ساعات طويلة اقضيها فى الشارع بين تبديل الأنابيب من المستودع، والتجول في شوارع المدينة بعربة يجرها حمار أكل عليه الزمن وشرب»
الصيام لم بمنع «عبير» من ممارسة عملها اليومي الذي تعود منه بعد العصر، وأضافت «الآلام عرف طريقه إلى جميع أنحاء جسدي وخاصة منطقة الظهر»، هذا بخلاف صداع الرأس الذي أصبح ملازمني يوميا نظرا حمل الأنابيب باستمرار، بجانب آلام اليد والقدم نتيجة صعود السلالم.
«الشوارع صحبتي.. في كل ركن ليا حكاية».. عبير التي تحفظ شوارع قويسنا عن ظهر قلب نظرا لمسيرتها اليومية بحثا عن رزق حلال يضمن لأولادها حياة كريمة، فتقول «أيوه بتعب لكن عايزه أضمن لاولادي حياة كريمة، عندي 4 من الأبناء وبنتي الكبيرة تساعدني فى حمل الانابيب».
وتابعت: «عندي كمان ثلاث أولاد في مراحل تعليمة مختلفة، تتولى الأبنة الكبرى مسؤولية الاهتمام بهم، خلال فترة تواجدي في الشارع بحثا عن الرزق».
«الظروف القاسية هى التي جعلتني اسلك طريقا فى هذه المهنة الصعبة».. هكذا عبرت السيدة عبير عن صعوبة مهنة بائعة الأنابيب، وأضافت «أن أكثر شي متعب فى المهنة هو الصعود على السلالم حيث أضطر للصعود أحياناً إلى الدور الخامس وعلى رأسي الأنبوبة، وكل هذا نظير هامش ربح لا تيخطى الـ7 جنيهات».
ورغم أن عبير تعمل في بيع الأنابيب منذ أكثر من 15 عاما، إلا أنها تطلب النجاة من مهنة الرجال، لذا تناشد المسؤولين بالدولة وتلتمس منهم النظر إليها بعين الرأفة عبر دعمها ومساندتها من خلال مشروع يضمن لها وأولادها حياة كريم لتلملم ما تبقى من جسدها الذي انهكته مشقة مصارعة الحديد.