منير أديب: قيادة الإخوان انتقلت من القاهرة إلى لندن بعد 2013|فيديو

كشف منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المتطرفة، أسراراً وخفايا مهمة حول تحولات جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة بعد عام 2013، متحدثًا عن الصراعات الداخلية في قيادة الجماعة وانتقال مركز القرار من القاهرة إلى لندن.
صراع السندي والهضيبي
أوضح منير أديب، خلال لقاء له في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن أحد أبرز التحولات في تاريخ الإخوان كان صراع السلطة بين عبد الرحمن السندي وحسن الهضيبي على قيادة التنظيم، هذا الصراع الداخلي مثل نقطة فاصلة في توجهات الجماعة، إذ يظهر أن التنظيم لم يكن كيانًا موحدًا كما يُروج له.
وشدد منير أديب على أن خلافات داخل مكتب الإرشاد كانت تحدث باستمرار ولكنها كانت تخفى عن العامة، مما خلق صورة زائفة بأن الجماعة موحدة وملتزمة بفكرة الدعوة السلمية.
التحول الخطير بعد 2013
قال منير أديب إن التحول الأبرز والخطير في مسيرة الإخوان تم بعد عام 2013، حين تغيرت قواعد اللعبة كليًا، فقد انتقلت قيادة الجماعة بشكل شبه كامل من القاهرة إلى لندن، حيث أصبح هناك مركز قيادة جديد تقوده شخصيات مثل إبراهيم منير.
وأشار منير أديب إلى أن لندن باتت تُعتبر العاصمة الجديدة للإخوان، وأصبح مكتب الإرشاد الدولي يدير التنظيم من هناك، وهو ما يُمثل تحولاً نوعياً في طريقة عمل الجماعة وأسلوب إدارتها.
حوار يكشف غموض القيادة
روى منير أديب تجربته في محاولة إجراء حوار مع إبراهيم منير، الذي رفض استقبال الفريق الإعلامي في مكتبه، مفضلاً اللقاء في الفندق، وهو ما يعكس غموضًا وتكتمًا شديدًا حول مراكز القرار.
وعندما سُئل منير أديب عن استمراره كعضو في مكتب الإرشاد، تجنب الإجابة المباشرة قائلاً إنه على "دكة الاحتياط"، في إشارة واضحة إلى غموض مركزه الحقيقي وتأثيره الفعلي على قيادة الجماعة.
ازدواجية بين المرشد الإرشاد
كشف منير أديب أن الإخوان لا يعملون بنظام قيادة واضح، حيث يوجد تمييز بين "المرشد" المفترض كزعيم رسمي، وبين من يدير الجماعة فعليًا من خلف الكواليس، وهو ما ظهر جليًا خلال فترات تولي شخصيات مثل مصطفى مشهور، الذي كان يدير التنظيم الدولي رغم وجود مرشد رسمي آخر.
وأعطى منير أديب مثالاً على ذلك فترة حكم عمر التلمساني، حيث كانت القيادة الحقيقية للتنظيم تحت يد مصطفى مشهور، وهو ما يوضح ازدواجية وصراعات السلطة داخل الجماعة.
تضارب الخطابات والرسائل
أشار منير أديب إلى أن الجماعة دائمًا ما تبنت رسائل مختلفة، بعضها داخلي موجه لأعضاء التنظيم، والآخر خارجي يستهدف الرأي العام الدولي، حيث كان يتم إصدار بيانات رسمية باللغة الإنجليزية تناشد الغرب، في حين تُنشر بيانات أخرى مختلفة على المواقع الخاصة بالجماعة، مثل موقع "إخوان أونلاين".
وأضاف منير أديب أن هذه الازدواجية في الخطاب تؤكد على التخبط وعدم الوضوح في استراتيجية الجماعة، وأن ما يُعلن رسميًا لا يعكس بالضرورة توجهات القيادة الحقيقية في الكواليس.

تحولات داخلية عميقة
من خلال هذه الرؤية التي كشفها منير أديب، يتضح أن جماعة الإخوان الإرهابية شهدت تحولات داخلية عميقة وصراعات خفية لم تعلن للجمهور، خاصة بعد عام 2013، حيث تغيرت مراكز القوى وانتقلت القيادة إلى الخارج.
كما تظهر ازدواجية القيادة وتضارب الخطابات كأحد السمات المميزة للتنظيم، ما يعكس تعقيد الأوضاع داخل هذه الجماعة التي لم تتخلّ عن أساليبها السرية والمزدوجة في إدارة شؤونها.