عاجل

«المسعف الصغير».. محمد الشربيني: برنامج يهدف لغرس ثقافة الإسعافات لدى النشء

مبادرة المسعف الصغير
مبادرة المسعف الصغير

أكد الدكتور محمد الشربيني، رئيس الإدارة المركزية للتدريب بهيئة الإسعاف المصرية، أن برنامج "المسعف الصغير" يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء جيل واعٍ ومدرّب على التعامل مع حالات الطوارئ منذ سن مبكرة، موضحًا أن الهدف الرئيسي من المبادرة هو تعليم الأطفال أساسيات الإسعافات الأولية، بما يسهم في تطوير مهاراتهم للتصرف السريع والفعال في المواقف الحرجة.

وأضاف محمد الشربيني، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "نون القمة" المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن الفكرة الجوهرية تتمثل في تثقيف الأطفال حول كيفية التصرف الصحيح عند وقوع الحوادث، سواء داخل المنزل أو في المدرسة أو أثناء اللعب مع الأصدقاء، مما يخلق حلقة أمان اجتماعية تبدأ من أصغر أفراد المجتمع.

أهمية الوعي المبكر

كشف محمد الشربيني عن إحصائية مقلقة، وهي أن 92% من المكالمات التي تتلقاها الهيئة يوميًا تعد مكالمات غير حقيقية أو معاكسة، منوهًا إلى أن هذا الرقم يعكس وجود فجوة واضحة في وعي الأفراد بكيفية استخدام خدمات الطوارئ بشكل صحيح، إضافة إلى ضعف ثقافة الاحتفاظ بأرقام الإسعاف ومعرفة كيفية التواصل في المواقف الحرجة.

وشدد محمد الشربيني على أن غرس هذه الثقافة في نفوس الأطفال منذ الصغر سيساعد على تحسين قدرة المجتمع ككل في الاستجابة للطوارئ، وسيقلل من نسبة الاتصالات العبثية التي تستهلك وقت وجهد فرق الإسعاف.

استعدادًا واكتساب المهارات

أشاد محمد الشربيني بفكرة بدء تعليم الإسعافات الأولية للأطفال من مراحل عمرية مبكرة، مشيرًا إلى أن الأطفال يتمتعون بحافز طبيعي ورغبة قوية في التعلم، وهو ما يجعلهم أكثر قدرة على اكتساب المهارات اللازمة لمساعدة الآخرين عند الحاجة.

وأضاف محمد الشربيني: "الأطفال المشاركون في البرنامج لا يكتفون بتعلم الإسعافات الأولية من الناحية النظرية، بل يخرجون بإحساس عميق بالمسؤولية، ويشعرون بأنهم قادرون على مساعدة أسرهم وأصدقائهم في الأوقات الصعبة، وهو ما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويقوي شخصيتهم".

ورش تناسب كل المراحل 

وحول آلية تنفيذ البرنامج، أوضح محمد الشربيني أن المبادرة تشمل تنظيم ورش تدريبية متدرجة تلائم كل فئة عمرية، بدءًا من أطفال الحضانة وحتى طلاب المرحلة الثانوية، وتشمل التدريبات عدة محاور أساسية، منها: "حفظ أرقام الطوارئ وكيفية الاتصال بخدمات الإسعاف، إجراءات الإسعاف الأولية الأساسية مثل التعامل مع الجروح، النزيف، الإغماء، وحالات الاختناق، تدريبات عملية باستخدام المانيكانات لتعليم طرق الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) ومهارات إنقاذ الحياة.

وأشار محمد الشربيني إلى أن هذه الورش لا تعتمد على الشرح النظري فقط، بل تركز على التطبيق العملي لضمان ترسيخ المعلومات في أذهان الأطفال وتحويلها إلى ردود فعل تلقائية عند مواجهة المواقف الطارئة.

<strong>الدكتور محمد الشربيني </strong>
الدكتور محمد الشربيني 

تأثير مجتمعي طويل المدى

أكد محمد الشربيني أن أثر برنامج "المسعف الصغير" يتجاوز حدود الطفل نفسه، إذ ينتقل الوعي والمعرفة إلى أسرته والمحيطين به، مما يخلق شبكة أمان مجتمعية أوسع. واعتبر أن تعليم طفل واحد مهارات الإسعافات الأولية يعني بالضرورة حماية عدد أكبر من الأشخاص المحيطين به في حياته اليومية.

واختتم محمد الشربيني تصريحاته بالتأكيد على أن بناء ثقافة الإسعافات الأولية يجب أن يكون مشروعًا وطنيًا، تبدأ أولى خطواته من المدارس ورياض الأطفال، ويستمر بدعم المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، ليصبح جزءًا أصيلًا من منظومة التربية والتعليم في مصر.

تم نسخ الرابط