عاجل

تقارب مصري تركي يعزز استقرار المنطقة ويواجه الانتهاكات الإسرائيلية

لقاء الرئيس السيسي
لقاء الرئيس السيسي ووزير خارجية تركيا

في وقت بالغ الأهمية، شهدت القاهرة اليوم مباحثات رفيعة المستوى بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية التركي، وأكدا على رفض مصر وتركيا، إعادة الاحتلال العسكري للقطاع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى، مع التشديد على رفض تهجير الفلسطينيين.

وأكد خبراء في العلاقات الدولية، أن هذا التقارب بين دولتين ذات ثقل سياسي كبير في المنطقة يمثل ركيزة أساسية لحماية الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والسعي لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

التقارب المصري التركي يخدم قضايا الأمن في الشرق الأوسط

 الدكتور طارق البرديسي
 الدكتور طارق البرديسي

ومن جانبه، قال الدكتور طارق البرديسي، الخبير في شؤون العلاقات الدولية، إن المباحثات التي جرت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية التركي اليوم، تحمل دلالات بالغة الأهمية، إذ تعكس مستوى متقدمًا من التقارب والتنسيق بين دولتين إقليميتين كبيرتين لهما ثقل سياسي في المنطقة.

وأوضح «البرديسي» في تصريح خاص لـ"نيوز روم"،  أن هذا التقارب لم يكن ليحدث لولا وجود إرادة سياسية صادقة من الجانبين، ورغبة واضحة في نقل العلاقات إلى مستوى الشراكات الاستراتيجية التي تعزز المصالح المشتركة وتخدم قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
التقارب يخدم قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف خبير الشؤون الدولية،  أن هذا التقارب المصري التركي يمثل قاطرة أساسية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ويمهد لمرحلة جديدة من التعاون في مواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها التصدي للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي تضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية وتنتهك حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار البرديسي إلى أن أهمية هذا التنسيق لا تقتصر فقط على البعد السياسي، بل تمتد لتشمل ملفات اقتصادية وأمنية وإنسانية، بما يسهم في دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويعيد رسم توازنات جديدة قادرة على حماية المصالح العربية والإقليمية.

وأكد أن هذا التفاهم قد يكون نقطة انطلاق نحو إجماع إقليمي ودولي أوسع، يهدف إلى مواجهة السلوك المنفلت لإسرائيل، وكبح جماح السياسات العدوانية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

التعاون المصري التركي مفتاح استقرار الشرق الأوسط

الدكتور حامد فارس
الدكتور حامد فارس

وفي نفس السياق، أكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية التركي يعكس تطورا ملحوظا في مسار العلاقات بين مصر وتركيا، موضحا أن هناك نوايا صادقة من قيادتي البلدين لإعادة العلاقات إلى كامل قوتها على المستويين السياسي والاقتصادي.

التعاون الاستراتيجي

وأوضح فارس، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن الزيارات المتبادلة واللقاءات رفيعة المستوى تأتي في إطار تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، الذي تم الإعلان عنه في فبراير 2024، ما يمهد الطريق لمزيد من التعاون الذي يخدم استقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وأشار إلى وجود تطابق كبير في المواقف بين القاهرة وأنقرة تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قائلاً: «هناك توافق كامل على رفض إعادة الاحتلال العسكري لقطاع غزة ورفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع»، مؤكدا أن هذا التنسيق يمثل ضغطا حقيقيا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

كما لفت إلى أن التعاون بين الجانبين يمتد ليشمل ملفات إقليمية أخرى معقدة، مثل الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان، حيث يلعب البلدان دورا محوريا في حل الأزمات ودعم جهود السلام.

في وقت سابق، أوضح الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر تلعب أدوارًا وكبيرة على مختلف المستويات السياسية والإنسانية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ، مشيرًا إلى أن القاهرة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تتوانى بالتأكيد في دعمها الثابت والتواصل للقضية الفلسطينية.

الوساطة المصرية

وأشار فارس خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى الوساطة المصرية، موضحا أنه تم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم،  ودخول 161 شاحنة مساعدات إنسانية خلال اليومين الماضيين، وتشمل مواد غذائية وطبية ضرورية لأهالي قطاع غزة، على الرغم من أن معبر رفح لم يتم إغلاق أبوابه من الجانب المصري منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان.

ونوه الدكتور فارس أن مصر لا تكتفي بالدعم فقط، بل تقوم بدور دبلوماسي رائدًا، حيث تسعى لبناء تحالفات قوية لدعم الفلسطينيين، باعتبارها السند والداعم الأكبر لغزة عبر التاريخ، مشيرا إلى مرور أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح قبل إغلاقه من الجانب الفلسطيني.

مصر وتركيا: نرفض احتلال غزة ونؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

قال السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية التركي أكدا على رفض مصر وتركيا، إعادة الاحتلال العسكري للقطاع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى، مع التشديد على رفض تهجير الفلسطينيين. 

كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان، حيث استعرض السيد الرئيس رؤية مصر لتحقيق السلام والاستقرار في تلك الدول الشقيقة، وجهودها في هذا الإطار. وتم التأكيد على أهمية احترام سيادة تلك الدول، والحفاظ على وحدة أراضيها ومقدرات شعوبها.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الاجتماع تناول أيضًا مستجدات عدد من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم التأكيد على رفض 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل اليوم، هاكان فيدان، وزير خارجية جمهورية تركيا، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الوزير التركي نقل تحيات الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الرئيس السيسي، الذي ثمّن هذه اللفتة. 

وقال السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد تأكيدًا متبادلًا على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، والسعي للوصول إلى حجم تبادل تجاري يبلغ ١٥ مليار دولار، وفقًا لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة السيد الرئيس إلى أنقرة في سبتمبر ٢٠٢٤، كما تم التأكيد على أهمية توسيع مشاركة الشركات التركية في المشروعات الاستثمارية داخل مصر.

وأكد على أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشار الرئيس في هذا الصدد إلى التطور النوعي في العلاقات المصرية التركية، لا سيما بعد توقيع الإعلان المشترك في فبراير 2024 لإعادة تفعيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، ورفعها إلى مستوى رئيسي البلدين.

 

تم نسخ الرابط