في اليوم العالمي.. خالد أبوالليل: الكتاب الورقي حارس الفكر وبوابة بناء الإنسان

أكد الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب بجامعة القاهرة ونائب رئيس هيئة الكتاب، أن القراءة ليست مجرد هواية، بل هي عنصر أساسي في بناء الشخصية وتقوية العقل والذاكرة، موضحًا أن الكتاب كان ولا يزال خير جليس وأوفى صديق للإنسان عبر العصور، يحفظ المعرفة وينقل الفكر، ويشكل وعي الأجيال.
جاء ذلك في تصريحاته بمناسبة اليوم العالمي لمحبي القراءة، حيث شدد خالد أبو الليل على أن علاقة الإنسان بالكتاب تمتد منذ فجر التاريخ، مشيرًا إلى أن الفلاسفة والأدباء الكبار، مثل المتنبي وسقراط، اعتبروا الكتاب رفيق الدرب وأساس التكوين الفكري والثقافي.
أثر التكنولوجيا على القراءة
وأشار خالد أبو الليل، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "هذا الصباح" على قناة إكسترا نيوز، إلى أن التطور التكنولوجي رغم ما يقدمه من فوائد هائلة في تسهيل الوصول للمعلومات، إلا أنه أثر سلبًا على عادة القراءة لدى الكثيرين. وأكد أن الإقبال على الوسائط الرقمية أضعف الصلة بالكتاب الورقي، رغم ما يمنحه الأخير من متعة خاصة لا توفرها الشاشات.
وأوضح خالد أبو الليل أن الكتاب الورقي يتيح للقارئ التنقل به في أي مكان، وتدوين الملاحظات على هوامشه، والتفاعل الحسي مع صفحاته ورائحته، وهي عناصر تصنع تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاطلاع على المحتوى.
"فخ الحضارة" والذكاء الاصطناعي
وكشف خالد أبو الليل عن قراءته حاليًا لكتاب "فخ الحضارة" للدكتور محمد سليم شوشة، الذي يناقش مخاطر الذكاء الاصطناعي على الثقافة والفكر الإنساني. وأوضح أن من بين هذه المخاطر تأثيره على صناعة الكتاب والقراءة، وتهديده لتنوع الإنتاج الثقافي في ظل سيطرة الخوارزميات على تفضيلات الجمهور.
وبيّن خالد أبو الليل أن الكتاب يقدم رؤية نقدية لمستقبل الثقافة في ظل ثورة التكنولوجيا، مؤكدًا أن مثل هذه الأعمال الفكرية تدفع القارئ للتأمل في التحديات التي تواجه الهوية الثقافية والمعرفية للأمم.
القراءة للكيف لا للكم
وشدد خالد أبو الليل على أن القراءة الحقيقية ليست في كثرة الكتب التي يقرأها الإنسان، بل في جودة ما يقرأ وتأثيره في تكوين الشخصية وصياغة الفكر. وأكد أن كل كتاب يمثل رحلة معرفية ينقل القارئ خلالها خبرات وتجارب المؤلف، ويفتح أمامه آفاقًا جديدة من الفهم والتحليل.
وأضاف خالد أبو الليل أن القراءة العميقة تترك بصمة في وعي الإنسان وتؤهله للتفكير النقدي، على عكس القراءة السطحية التي تقتصر على المرور السريع على النصوص دون استيعاب حقيقي.
حب القراءة في الأجيال
ودعا خالد أبو الليل الأسر المصرية إلى غرس حب القراءة في الأطفال منذ الصغر، موضحًا أن هذه العادة تنمي الوعي وتبني الذاكرة وتمنح الطفل أدوات التفكير السليم. ونصح بأن تبدأ التربية القرائية في المنزل، من خلال تخصيص وقت يومي للقراءة العائلية، وزيارة المكتبات، وتشجيع الأطفال على اختيار الكتب بأنفسهم.
وأكد خالد أبو الليل أن غرس هذه القيمة في النشء يضمن استمرار عادة القراءة مدى الحياة، ويجعل الأجيال القادمة أكثر وعيًا وانفتاحًا على الثقافات المختلفة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الفكرية.

الكتاب بوابة للحضارة
واختتم خالد أبو الليل حديثه بالتأكيد على أن الكتاب يظل البوابة الأهم للحضارة، وحارس الفكر الإنساني عبر العصور. مشيرًا إلى أن إحياء عادة القراءة، خاصة في زمن طغت فيه الصورة السريعة والمعلومة المختصرة، يعد ضرورة للحفاظ على هوية المجتمعات وثقافتها.
كما دعا خالد أبو الليل المؤسسات الثقافية والتعليمية إلى إطلاق مبادرات مستمرة لدعم القراءة، وربط الأجيال الجديدة بالكتاب الورقي، ليبقى حاملًا للقيم والمعرفة في مواجهة تحديات العصر الرقمي.