«نيوز رووم» ترصد أسعار الأسماك بسوق دمياط العمومي في جولة ميدانية

في أجواء تنبعث منها رائحة البحر ممزوجة بصخب الأسواق الشعبية، انطلقت عدسة "نيوز رووم" في جولة داخل سوق دمياط العمومي للأسماك، حيث تتلاقى مراكب الصيد يوميًا لتفرغ خيرات البحر من أصناف وأسماك متنوعة، لتبدأ بعدها حركة المزاد العلني بين التجار وأصحاب المحال، وحتى المواطنين الباحثين عن الأسماك الطازجة من مختلف المناطق.
مع بزوغ أولى أشعة الشمس، كان السوق يعج بالنشاط، إذ تنادي أصوات الباعة على بضائعهم وسط روائح البحر التي تملأ المكان، وتنتظم صناديق الأسماك على الأرصفة الخشبية المبللة بالمياه المالحة.
تفاوت الأسعار
رصدت "نيوز رووم" تفاوتًا في الأسعار بحسب العرض والطلب وتأثيرات الطقس في الفترة الأخيرة، حيث تراوح سعر كيلو السمك البوري الكبير بين 160 و180 جنيهًا، بينما كان البوري الصغير يباع بسعر يتراوح بين 110 و130 جنيهًا. أما البلطي، فحظي بأسعار معتدلة بين 80 و95 جنيهًا، ما جعله الخيار المفضل للكثيرين.
وبالنسبة للأسماك الفاخرة مثل الوقار والدنيس، فقد ارتفعت أسعارها إلى 250 جنيهًا للكيلو، في حين تراوح سعر الجمبري المتوسط بين 220 و260 جنيهًا، بينما تجاوز سعر الكبير منه 400 جنيه، وهو ارتفاع نسبه بعض الباعة إلى ندرة المعروض في الوقت الحالي.
أشار عدد من الصيادين خلال حديثهم مع "نيوز رووم" إلى أن مواسم الصيد تتأثر بعدة عوامل، مثل تغير درجات الحرارة، وحركة الأمواج، وتكاليف الوقود وصيانة المراكب، مؤكدين أن هذه العوامل تنعكس مباشرة على أسعار الأسماك. وقال أحدهم: "إحنا تحت رحمة البحر، يوم بيكون رزقنا واسع، ويوم تاني بيكون قليل، لكن دايمًا بنحاول نوفر للمواطن أفضل حاجة".
اراء المستهلكين
وعلى الجانب الآخر، عبّر بعض المستهلكين عن قلقهم من ارتفاع الأسعار في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، مع التأكيد على أهمية الأسماك في وجباتهم اليومية، لما لها من فوائد صحية وتنوع في طرق الطهي. وأكدت إحدى السيدات أنها تفضل شراء الأسماك من السوق نظرًا لجودتها العالية مقارنة بالمحال التجارية.
لم يكن سوق دمياط العمومي مجرد مكان للبيع والشراء، بل تحول إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، تجمع بين أصالة التاريخ وروح الحاضر. حيث تبادل الباعة القدامى النكات مع الزبائن، وساعد الأطفال أهلهم في ترتيب البضائع، فيما روى البحارة حكايات البحر لأبناء الجيل الجديد.
في نهاية الجولة، يتضح أن سوق دمياط العمومي للأسماك يظل القلب النابض للمدينة البحرية، يعكس تراثها العريق ويشكل حلقة الوصل الحيوية بين الصياد والمستهلك، وبين البحر ومائدة الطعام.