مركز التأهيل المهني بدمياط.. أيادٍ تصنع الأمل لمرضى الدرن وذوي الهمم

في قلب مدينة دمياط، يقف مركز التأهيل المهني التابع لجمعية رعاية أسر المصدرين كنموذج حي للعمل الخيري والإنساني، حيث يمتزج العطاء بالتأهيل، ويتحول الجهد اليدوي إلى بصمة أمل في حياة مئات المرضى من مصابي الدرن وذوي الهمم.
المركز، الذي يعد أحد أبرز مشروعات الجمعية، لا يكتفي بتقديم الدعم المادي، بل يعمل على تمكين المستفيدين من خلال برامج تدريبية مهنية متخصصة، في مجالات الطباعة والتطريز وصناعة الملابس، إضافة إلى أعمال الهاند ميد التي تنفذ بدقة وحرفية عالية على أيدي سيدات وفتيات اكتسبن مهاراتهن داخل جدران المركز.
اللافت أن كل الأرباح الناتجة عن هذه المشروعات يتم توجيهها بالكامل لصالح علاج المرضى وتوفير احتياجاتهم الطبية والمعيشية، ما يجعل كل قطعة تُصنع في هذه الورش بمثابة مساهمة مباشرة في إنقاذ حياة إنسان أو تحسين ظروفه الصحية.
وفي لقاء خاص مع أ. شريف قويمة، أكد أن ما يميز المركز هو دمج العمل الإنتاجي مع رسالة إنسانية سامية، موضحًا أن ورش المركز لا تهدف فقط إلى الإنتاج، بل إلى بناء قدرات النساء والفتيات وإعطائهن فرصة حقيقية لإثبات الذات.
كما وجّه قويمة الشكر إلى الدكتور محمد حمدي فرج، رئيس مجلس إدارة الجمعية، على دعمه المستمر للمركز وإشرافه المباشر على برامجه ومشروعاته، مثنيًا على الدور الكبير الذي تقوم به أمينة الصندوق فاطمة فشور في إدارة الموارد المالية بكفاءة وضمان وصولها إلى مستحقيها.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد حمدي فرج أن الجمعية تسعى باستمرار لتطوير ورش المركز، سواء من خلال تحديث المعدات أو توسيع مجالات التدريب، مضيفًا أن الهدف الأكبر هو أن يصبح المستفيدون من برامج المركز قادرين على الاعتماد على أنفسهم، سواء بالعمل داخله أو خارجه، بما يضمن لهم مصدر دخل مستدام.
ويستقبل المركز سنويًا عشرات الحالات من مرضى الدرن، بالإضافة إلى عدد كبير من ذوي الهمم، حيث يتم دمجهم في الأنشطة بما يتناسب مع قدراتهم الصحية والجسدية. وقد نجح المركز على مدار الأعوام الماضية في تحويل العديد من المستفيدين من متلقين للدعم إلى منتجين يشاركون في دعم غيرهم من المرضى.
كما ينظم المركز معارض دورية لعرض منتجاته في دمياط وخارجها، وهو ما يساعد على تسويق المنتجات وتعريف الجمهور بقصص الكفاح وراء كل قطعة، الأمر الذي يعزز من فرص بيعها وزيادة العائدات الموجهة للعلاج.
وفي مشهد إنساني يتكرر يوميًا، يمكن للزائر أن يرى سيدات يجلسن خلف ماكينات الخياطة، وأخريات ينهمكن في التطريز أو إعداد منتجات يدوية، وكل منهن تدرك أن عملها ليس مجرد وظيفة، بل رسالة حياة.
ويظل مركز التأهيل المهني بجمعية رعاية أسر المصدورين في دمياط شاهدًا على أن الإرادة والعمل المشترك قادران على تغيير واقع المرضى والفئات المهمشة، وتحويل التحديات إلى فرص، واليأس إلى أمل حي.