عاجل

نافع: غاز الشرق احتياطي استراتيجي يجب استغلاله محلياً مع التحوّط

د.مدحت نافع
د.مدحت نافع

قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن من الضروري – لاعتبارات اقتصادية بحتة – أن تستفيد مصر من غاز الشرق الذي يأتي بالأساس بغرض التسييل في إدكو ودمياط وإعادة التصدير إلى أوروبا، موضحًا أن التغيرات الأخيرة في المشهد المحلي أظهرت أهمية استغلال هذا الغاز محلياً.

وأضاف نافع أن زيادة الاستهلاك المحلي، وظروف نقص الإنتاج وتراجع الاستكشافات بشكل مرحلي، إلى جانب زيادة الأحمال في فصل الصيف، كلها عوامل كشفت عن حاجة مصر الماسة لضخ هذا الغاز مباشرة في صورته الغازية بالشبكة الوطنية، ما يتيح استفادة كبيرة من فارق السعر مقارنة بالغاز المسال المستورد، الذي يتكلف أضعافًا مضاعفة، ناهيك عن الحاجة لإعادة تغييزه.

وأكد نافع ضرورة اعتبار هذا الغاز – القادم من الحقلين – بمثابة احتياطي للاستهلاك المحلي، مشددًا على أهمية التحوّط ضد احتمالات انقطاع الإمدادات من خلال إبرام عقود مشتقات مناسبة، وذلك لحين زيادة حجم الإنتاج المحلي كما هو مخطط له على المدى المتوسط.

وقد أثار إعلان شركة "نيو ميد إنرجي"، الشريك في حقل "ليفياثان" الإسرائيلي، عن توقيع تعديل جوهري على اتفاق تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، يتضمن زيادة كبيرة في الكميات الموردة وتمديدًا لفترة التعاقد حتى عام 2040، لتصبح الصفقة الأكبر في تاريخ التعاون الطاقي بين البلدين جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية.

ويستعرض "نيوز رووم" خلال السطور الآتية أبرز المعلومات عن توقيع مصر أضخم صفقة غاز مع إسرائيل ويأتي  بحسب البيان الرسمي الصادر عن الشركة و مصدر حكومي مصري.

صفقة غاز مع إسرائيل

ويشمل الاتفاق المُعدل مع شركة "أوشن إنرجي" المصرية تصدير نحو 4.6 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ما يعادل 130 مليار متر مكعب، موزعة على مرحلتين:

 

المرحلة الأولى: تشمل توريد 706 مليارات قدم مكعب (20 مليار متر مكعب) فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

المرحلة الثانية: تتضمن تصدير ما يصل إلى 3.9 تريليون قدم مكعب (110 مليارات متر مكعب)، بشرط استكمال استثمارات وتوسعات في البنية التحتية لخطوط النقل.


كما ينص التعديل على تمديد فترة التوريد حتى عام 2040 أو لحين استنفاد الكمية الإضافية، أيهما أقرب.

زيادة في التدفقات اليومية

كشف مصدر حكومي مصري عن ارتفاع تدريجي في واردات مصر من الغاز الإسرائيلي، حيث تستقبل حاليًا نحو 1.1 مليار قدم مكعب يوميًا، على أن ترتفع الكمية إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا بدءًا من يناير المقبل، ضمن خطة تهدف إلى الوصول إلى 1.5 - 1.6 مليار قدم مكعب يوميًا بحلول نهاية عام 2026، بالتوازي مع توسعة شبكة الأنابيب ومحطات الاستقبال.

 

عوائد إسرائيلية قياسية

قدرت "نيو ميد إنرجي" الإيرادات المحتملة من الاتفاق المعدل بـ 35 مليار دولار، في حال تصدير كامل الكمية المتفق عليها حتى نهاية مدة التعاقد، ما يعكس الأهمية الاقتصادية الكبرى للصفقة من الجانبين.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه القاهرة إلى تنويع مصادر إمدادات الطاقة وتدعيم قدراتها التصديرية، بهدف تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتجارة وتسييل الغاز في شرق المتوسط.

تم نسخ الرابط