عاجل

إسبانيا.. حريق ضخم يلتهم أجزاء من مسجد قرطبة الذي حُوّل إلى كاتدرائية|فيديو

حريق كاتدرائية «لا
حريق كاتدرائية «لا ميزكيتا»

اهتزّت مدينة قرطبة الإسبانية مساء الجمعة على وقع حريق مفاجئ اندلع في كاتدرائية «لا ميزكيتا»، تلك المعلم التاريخي الشهير الذي بدأ كمسجد في العصر الأندلسي قبل أن يتحوّل إلى كاتدرائية مسيحية بعد سقوط الأندلس.

وأظهرت لقطات مروّعة ألسنة لهب كثيفة وأعمدة من الدخان تتصاعد من سطح المبنى التاريخي، بينما سارع رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق ومنع امتداده.

وبحسب وسائل إعلام محلية، بدأ الحريق في إحدى الكنائس الملحقة بالكاتدرائية، في حدود الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش، ويُرجّح أن يكون ماس كهربائي في مكنسة كهربائية هو سبب اندلاعه.

وسرعان ما توجهت ثلاث فرق إطفاء إلى الموقع، وتمكّنت من السيطرة على الحريق خلال وقت قصير، قبل أن تمتد النيران إلى أجزاء أوسع من البناء، الذي يُعدّ أحد أهم المعالم الأثرية في إسبانيا.

تدخل سريع ورائع

من جهته، وصف عمدة قرطبة، خوسيه مارا بيليدو، عبر منصة "X" تدخل رجال الإطفاء بأنه "سريع ورائع"، مؤكدًا أن استجابتهم منعت كارثة كبرى، وأعلن أن الفرق ستظل متمركزة في الموقع طوال الليل، لتأمينه من إعادة الاشتعال.

 إرث معماري كاد يحترق

وتُعتبر كاتدرائية لا ميزكيتا، المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1984، هي واحدة من أبرز معالم قرطبة السياحية، تحفة فنية تجمع بين العمارة الإسلامية والمسيحية.

وقد بدأ المبنى كمسجد ضخم بُني بين القرنين الثامن والعاشر، ثم حُوّل إلى كاتدرائية بعد استعادة الإسبان للمدينة في القرن الثالث عشر على يد الملك فرديناند الثالث، وظلّ منذ ذلك الوقت رمزًا للتاريخ المتداخل بين الحضارتين. 

وقد أعاد الحريق إلى الأذهان كارثة كاتدرائية نوتردام في باريس، التي التهمتها النيران في عام 2019، وتطلّب ترميمها أكثر من خمس سنوات قبل أن يُعاد افتتاحها رسميًا في أواخر 2024. لكن في حالة لا ميزكيتا، فإن سرعة الاستجابة أنقذت المعلَم من مصير مماثل، رغم استمرار القلق بشأن الأضرار الهيكلية التي قد تظهر لاحقًا.

حتى اللحظة، لا توجد تقديرات رسمية لحجم الأضرار، فيما بدأت السلطات تحقيقًا موسّعًا لمعرفة ملابسات الحريق، وسط تأكيدات بأن المبنى سيخضع لفحص دقيق لترميم أي تلف قد لحق به. ومع طمأنة السكان والسياح بأن الوضع تحت السيطرة.
 

 

 

تم نسخ الرابط