سوريا| هل يتحول الاحتلال الإسرائيلي المؤقت لـ الجولان إلى دائم؟

بينما كانت دمشق تحتفل بنهاية حكم عائلة الأسد ،في ديسمبر 2024، كان سكان محافظة القنيطرة في الجولان السوري يشهدون دخول الجيش الإسرائيلي إلى عدة قرى، وأثار الهجوم اليومي لإسرائيل مخاوف السكان، الذين يعتقدون أن الاحتلال "المؤقت" للمنطقة منزوعة السلاح منذ عام 1974 قد يتحول إلى احتلال دائم.
تغيير الوضع الديموغرافي في الجولان
بدأت القوات الإسرائيلية في حفر خندق عميق في المنطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان منذ نهاية سبتمبر 2024، مما أثار القلق لدى السكان بأن هذه الأعمال العسكرية قد تكون بداية لتغيير الوضع الديموغرافي في المنطقة، وفي أكتوبر 2023، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن خطط لتقوية الخط الفاصل بين إسرائيل وسوريا.

ويعد الجولان منطقة استراتيجية غنية بالموارد المائية وتطل على شمال إسرائيل، حيث تم ترسيم هذا الشريط الذي يمتد على 80 كيلومترًا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في عام 1974، وقد تم ضمان تنفيذ الاتفاق من خلال قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، ومنذ ذلك الحين، سيطرت إسرائيل على جزء من هذه الأراضي الجبلية، والتي ضمتها في عام 1981، ويعتبرها المجتمع الدولي أراضي محتلة. حسبما ذكرت قناة فرانس24.
وبعد الإعلان عن سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، نفذت قوات الاحتلال عملية لتأمين المنطقة من خلال الاستيلاء على العديد من القرى في الجولان، ففي قرية الحرية التابعة لمحافظة القنيطرة والتي يقطنها حوالي 1000 نسمة، قام الجنود الإسرائيليون بإجبار السكان على مغادرة منازلهم بعد تهديدات مباشرة باستخدام الأسلحة، مما تسبب في حالة من الرعب بين السكان.
كما شن الجيش الإسرائيلي العديد من الغارات الجوية على محافظة القنيطرة ، مستهدفًا المخازن العسكرية السورية، في محاولة لمنع الأسلحة من الوقوع في أيدي السلطات الجديدة.
و أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وجود القوات الإسرائيلية في الجولان سيكون "مؤقتًا"، لكن سكان محافظة القنيطرة يظنون أن هذا الوجود قد يصبح دائمًا.
حيث يعيش اليوم حوالي 30,000 إسرائيلي و23,000 درزي يحملون صفة المقيمين الإسرائيليين في الجولان المحتل، وفي خطوة لتوسيع هذا الوجود، وافق نتنياهو في ديسمبر 2023 على مشروع يهدف إلى مضاعفة عدد السكان في المنطقة بتكلفة قدرها 40 مليون شيكل (ما يعادل 10.6 مليون يورو).
بينما تسعى سوريا إلى إعادة البناء، يعيش سكان الجولان في خوف دائم من أن التوترات العسكرية قد تؤدي إلى تغيير دائم في الوضع القائم في المنطقة، ويأمل السكان في أن تحاول الحكومة السورية الجديدة الحفاظ على الأراضي ضمن حدود عام 1973.