ريهام فتحي اللو: التعليم لا يتوقف عند التخرج .. والتطوير الذاتي مفتاح النجاح

في زمن تسارعت فيه وتيرة التطور بشكل غير مسبوق، شددت ريهام فتحي اللو، عضو مجلس إدارة مجموعة "نصار جروب"، على أن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الإنسان في حق نفسه هو الاعتقاد بأن التعليم ينتهي بمجرد الحصول على الشهادة الجامعية.

الشهادات بداية وليست نهاية

وأكدت أن التخرج ليس نهاية الطريق، بل هو مجرد بداية لرحلة تعليمية طويلة لا تتوقف، وقالت ريهام فتحي اللو إن الشهادات الأكاديمية ليست سوى الخطوة الأولى في حياة الفرد المهنية والتعليمية، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص يظنون أنهم بمجرد التخرج قد بلغوا نهاية المطاف، وهو اعتقاد خاطئ. 

وأضافت: "نحن نعيش في زمن سريع جدًا، والمنافسة الحالية على أعلى مستوى وكل يوم تظهر مهارات جديدة وأدوات مبتكرة، ومن يتوقف عن التعلم سيتأخر حتى وإن كان بارعًا في عمله، وأكدت أن الثبات في مكانك وعدم السعي لاكتساب مهارات جديدة قد يؤدي إلى التراجع، خاصة في ظل عالم يتغير بوتيرة متسارعة.

التعلم المستمر ضرورة في عصر السرعة

ولفتت إلى أن القدرة على التكيف مع المستجدات لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة حتمية، مؤكدة أن الشخص الذي يحرص على تطوير نفسه باستمرار سيكون دائمًا في المقدمة. 

وأوضحت أن من أهم مميزات العصر الحالي أن التعلم أصبح أسهل من أي وقت مضى، حيث تتوافر مصادر متعددة يمكن الاستفادة منها بسهولة ودون تكلفة تُذكر، وأشارت الي أن اليوم أصبح التعليم الذاتي أكثر سهولة من أي وقت سابق، من خلال الكورسات أونلاين، والكتب الإلكترونية، والبودكاست التي تنقل تجارب وخبرات الآخرين، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي الذي بات من أهم الأدوات التي تساعد على تطوير الذات في جميع المجالات".

الذكاء الاصطناعي أداة فعّالة للتطوير الشخصي

وأكدت عضو مجلس إدارة "نصار جروب" أن الذكاء الاصطناعي (AI) أصبح من أقوى الوسائل التي يمكن للأشخاص الاستفادة منها لتطوير مهاراتهم، سواء في مجالات العمل أو الحياة الشخصية. 

وأردفت أن هذه التكنولوجيا تمنح الأفراد القدرة على التعلم والتجربة بأسلوب سريع وعملي، مما يجعل عملية التطوير الذاتي أكثر فاعلية من أي وقت مضى، موضحة، "كل شيء أصبح متاحًا في متناول اليد وبدون مقابل تقريبًا، وهذا يعني أنه لم يعد هناك أي أعذار لمن يريد النجاح".

النجاح صناعة يومية وليس ضربة حظ

وتطرقت ريهام فتحي اللو إلى مفهوم النجاح، مؤكدة أنه ليس مسألة حظ أو صدفة، وإنما نتيجة عمل وجهد مستمرين، ووصفت النجاح بأنه عملية "بناء شخصية" تبدأ من تقييم الفرد لمستواه الحقيقي والعمل على تحسينه يوميًا.

وقالت: "كل خطوة صحيحة تخطوها تقربك أكثر من النسخة الأقوى من نفسك والنجاح يعني أن تعمل على تطوير نفسك بشكل يومي، وأن تكون واعيًا لنقاط قوتك وضعفك، وتسعى باستمرار لتجاوز العقبات".

 التطوير الذات استثمار لا ينتهي

أوضحت أن الاستثمار في الذات هو أفضل أنواع الاستثمار، لأنه يفتح أبواب الفرص بشكل دائم وأن الشخص الذي يمتلك عقلية التعلم المستمر سيكون دائمًا قادرًا على المنافسة في سوق العمل، وسيجد نفسه مؤهلاً لمواكبة أي تغيرات تطرأ على مجاله.

وأضافت أن الالتزام بالتعلم وتطوير المهارات لا ينعكس فقط على الحياة المهنية، بل يمتد أثره إلى الحياة الشخصية أيضًا، حيث يساعد على تحسين الثقة بالنفس، وزيادة القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، والتعامل مع المواقف المختلفة بمرونة وذكاء.

لا أعذار في عصر المعرفة المفتوحة

واختتمت ريهام فتحي اللو حديثها بالتأكيد على أن عصرنا الحالي أزال جميع الحواجز أمام التعلم، وأن المعرفة باتت متاحة للجميع عبر الإنترنت، الأمر الذي يلغي أي مبررات للتقاعس عن تطوير الذات وأن من يضع نصب عينيه هدفًا واضحًا ويعمل على نفسه يوميًا، سيكون قادرًا على تحقيق النجاح مهما كانت التحديات.