صحيفة بريطانية: خطة نتنياهو لغزة مغامرة مدمرة تهدد مستقبل إسرائيل

وصفت صحيفة إندبندنت البريطانية خطة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بأنها "مغامرة مدمّرة قد تطيح بمستقبل إسرائيل السياسي والأمني"، معتبرة أنها تهدد بعزلة دولية خانقة وتدفع إسرائيل نحو مسار استبدادي خطير.
وقالت الصحيفة إن وقف ألمانيا صادراتها العسكرية إلى إسرائيل، نتيجة الغضب من العمليات في غزة، كشف حجم العزلة التي يواجهها نتنياهو، وأشارت إلى أن الدعم الأمريكي وحده لن يكون كافيًا لإنقاذه.
وأوضحت إندبندنت أن خطة نتنياهو لإعادة احتلال مساحة 365 كم² من غزة تشمل تهجيرًا واسع النطاق للسكان المدنيين، معتبرة أن ما يجري هو "استيلاء عسكري" يشوّه الديمقراطية الإسرائيلية، ويعرضها لخطر التحول إلى دولة منبوذة عالميًا.
لحظة فاصلة وعزلة غربية
واعتبرت الصحيفة أن هذا القرار يمثل منعطفًا حاسمًا يمكن أن يزيد الشرخ بين أوروبا والولايات المتحدة، وذكرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أُبلغ بالخطة مسبقًا.
وأضافت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمخابرات يدركان أنهما يُدفعان إلى "فخ" نصبته حركة حماس، ولكن بأوامر مباشرة من نتنياهو.
وذكرت الصحيفة أن استمرار الاحتلال سيقضي نهائيًا على إمكانية تنفيذ حل الدولتين، متهمة نتنياهو بالسعي للبقاء السياسي على حساب مصير الدولة الإسرائيلية على المدى البعيد.
نهاية الديمقراطية الإسرائيلية
واستطردت الصحيفة قائلة إن دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مدينة غزة، التي من المتوقع إخلاؤها من المدنيين بحلول 7 أكتوبر، سيكون نهاية لما تبقى من ادعاء إسرائيل بأنها ديمقراطية، مضيفة أن استمرار الحرب سيقود إلى عقوبات دولية قاسية بنهاية العام الجاري.
وأكدت أن الغضب العالمي من التصعيد في غزة بلغ ذروته، مشيرة إلى تحرك ألمانيا لوقف تسليح إسرائيل، ودعوات أوروبية لفرض عقوبات اقتصادية ومنع السفر على المسؤولين الإسرائيليين، بينما تقود جنوب أفريقيا مساعي محاكمة قادة إسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وبحسب الصحيفة، دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بمساعدات عسكرية بلغت 22.8 مليار دولار خلال السنة الأولى من الحرب، وهو ما يجعل استمرار العمليات مرهونًا بالدعم المالي والعسكري الأمريكي، ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن 60% من الأمريكيين باتوا يرفضون الحرب على غزة، ما يهدد الاستمرار السياسي لهذا الدعم.
"خطة خطيرة" تفتقر للتأييد العسكري
ووصفت الصحيفة خطة الاحتلال بأنها "غبية وخطيرة" من وجهة نظر عدد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، ونقلت عن مصادر أن رئيس الأركان إيال زامير صرخ خلال اجتماع حكومي محذرًا من أن الخطة قد تؤدي إلى مقتل جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وبحسب الصحيفة، فإن جنود الاحتياط باتوا يرفضون الخدمة في غزة بأعداد متزايدة، في ظل تكتّم الإعلام الإسرائيلي على تفاصيل ما يجري داخل القطاع. وأشارت إلى أن الجنود يعانون من إنهاك مفرط بسبب ما وصفته بـ"حرب نتنياهو الأبدية".
الاحتلال سيستمر سنوات.. والعبء ثقيل
توقعت الصحيفة أن يستغرق فرض السيطرة الفعلية على غزة سنوات طويلة، وسيتطلب نشر عشرات الآلاف من الجنود لإدارة نقاط التفتيش ومراقبة السكان المتبقين، ورجحت أن تتحول غزة إلى منطقة احتلال دائم، كما حدث في الضفة الغربية بعد عام 1967.
أهداف احتلال قطاع غزة بالكامل
كشفت إندبندنت أن نتنياهو أقر خطة احتلال غزة بناءً على خمسة أهداف رئيسية:
- نزع سلاح حركة حماس.
- تحرير الرهائن.
- نزع سلاح القطاع بالكامل.
- فرض سيطرة أمنية إسرائيلية شاملة.
- إنشاء إدارة مدنية بديلة لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الأهداف تفتح الباب أمام احتلال دائم للقطاع، وأن حكومة نتنياهو تسعى لإعادة توطين الإسرائيليين في غزة، مما قد يؤدي إلى تهجير مليون شخص من سكان القطاع، مشيرة إلى أن نتنياهو يفترض أن دافعي الضرائب الأمريكيين سيمولون هذا المشروع بالكامل.