عاجل

القضية الفلسطينية بين اعترافات دولية متزايدة وتحديات داخلية تهدد الحلم الوطني

عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد

أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، أن الاعترافات التي صدرت مؤخرًا من عدة دول أوروبية تجاه الدولة الفلسطينية تعكس تحركًا دوليًا لافتًا، لكنه شدد على أن هذه الخطوة، رغم رمزيتها، لا تملك وحدها القدرة على إحداث تغيير جوهري ما لم تُترجم إلى واقع فعلي على الأرض.

وخلال حواره مع الإعلامي جمال عنايت في برنامج "ثم ماذا حدث" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أوضح سعيد أن هذه الاعترافات غالبًا ما تأتي نتيجة ضغوط داخلية تمارسها فئات شبابية ومنظمات حقوقية غربية، ما يجعلها أحيانًا مرتبطة بحسابات انتخابية داخل تلك الدول أكثر من ارتباطها برؤية استراتيجية لحل الصراع.

الداخل الفلسطيني.. انقسام يُقوّض الحلم

وشدد سعيد على أن المعضلة الأعمق لا تتعلق فقط بالموقف الإسرائيلي الرافض لإقامة دولة فلسطينية، بل تكمن في الانقسام الحاد داخل الصف الفلسطيني نفسه. وقال: "لا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح في ظل انقسام سياسي وجغرافي بين غزة والضفة الغربية، وغياب التوافق على رؤية وطنية موحدة".

واعتبر أن بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية هو التحدي الأكبر، مؤكدًا أن "الدول لا تُبنى من الخارج، بل من الداخل أولًا"، داعيًا القوى الفلسطينية إلى تجاوز الخلافات الداخلية والعمل على صياغة مشروع سياسي حديث يعيد الثقة إلى الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي على حد سواء.

غياب الرؤية.. وتحديات الفصائل

وأشار سعيد إلى أن بعض الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، لا تؤمن بفكرة الدولة الوطنية ضمن حدود 1967، بل تتبنى مشروعًا أوسع لا يتوافق مع الطرح الدولي لحل الدولتين. واعتبر أن هذه الرؤية تُضعف الموقف الفلسطيني على طاولة التفاوض، وتجعل من فكرة إقامة الدولة هدفًا بعيد المنال في ظل تباين الأجندات.

كما أكد أن "الوقت لا يعمل لصالح الفلسطينيين"، وأن الجمود السياسي والتدهور الاقتصادي في الأراضي المحتلة يزيدان من تعقيد المشهد، ويمنحان إسرائيل هامشًا أوسع للمناورة والمماطلة في أي مفاوضات محتملة.

هل اقترب الحل أم بدأت التصفية؟

وفي ختام حديثه، أشار عبد المنعم سعيد إلى أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق حاسم: فإما أن تستثمر الأطراف الفلسطينية في الحراك الدولي لبناء دولة حقيقية، أو أن تستمر حالة التشرذم، ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة قد تصل إلى تصفية كاملة للقضية الفلسطينية.

وقال: "الحل لا يمكن أن يأتي من العالم الخارجي فقط، بل من شجاعة الفلسطينيين في إعادة ترتيب أوراقهم والاتفاق على مشروع موحد يعيد الاعتبار لحلم الدولة".

تم نسخ الرابط