براعم النور يتلألؤون في طوخ.. تكريم حفظة القرآن وسط فرحة الأهالي

في أجواء روحانية مبهجة، ووسط حالة من البهجة والسرور ارتسمت على وجوه الأطفال وذويهم، نُظّم اليوم الجمعة الموافق 8 أغسطس 2025 حفل لتكريم حفظة القرآن الكريم من الأطفال بمسجد زعزع بمدينة طوخ، تحت رعاية مديرية أوقاف القليوبية.
قام الشيخ عبدالمعطي عياد، مدير الإدارات ، بتسليم شهادات التقدير والهدايا العينية للأطفال الذين أتموا حفظ كتاب الله، تشجيعًا لهم على الاستمرار في هذا الطريق المبارك، وتنمية لروح الاعتزاز بالقرآن الكريم وتعاليمه السامية. ورافقه الشيخ عمر المختار، مدير إدارة أوقاف طوخ، الذي أثنى على جهود الأطفال وأسرهم، مؤكدًا أن حفظ القرآن هو أساس بناء شخصية سوية وواعية.
شهد الحفل حضورًا واسعًا من الأهالي الذين أعربوا عن فخرهم بأبنائهم، وامتلأت جنبات المسجد بالفرحة والتكبيرات والزغاريد، في مشهد يجسد ارتباط أبناء القليوبية بكتاب الله.
فرحة الأهالي بأبنائهم
وقالت إحدى الأمهات المشاركات في الحفل: "ابني بدأ حفظ القرآن منذ أن كان في الخامسة من عمره، واليوم وأنا أراه يُكرَّم بين أقرانه، أشعر بأن تعبي لم يذهب سدى، وأن الله قد أكرمنا بهذا الشرف العظيم. أتمنى أن يكون هذا الحفظ نورًا له في حياته، وسببًا في صلاح مستقبله."
وأضاف أحد أولياء الأمور: "نحن نعتبر هذا التكريم رسالة مهمة لكل أب وأم بأن الاستثمار الحقيقي في الأبناء يبدأ من غرس حب القرآن في قلوبهم. نشكر القائمين على هذا العمل المبارك ونتمنى استمراره في جميع المساجد."
غرس القيم الدينية في النشء
وأكد علماء الأوقاف أن هذه المناسبات تُسهم في غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس النشء، وتُعيد للمسجد دوره الريادي كمركز للتربية والتثقيف، وليس فقط مكانًا للصلاة. كما أشاروا إلى أن دعم النشء المتميز في حفظ القرآن يُعد خطوة مهمة نحو بناء جيل واعٍ مستنير، يحمل في قلبه كلام الله وعلى عاتقه مسؤولية النهوض بالمجتمع.
ويُعد حفظ القرآن الكريم من أعظم القربات وأشرف الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فقد ورد في الحديث الشريف: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، كما أن الحافظ لكتاب الله يحظى بمنزلة رفيعة في الدنيا والآخرة، حيث يُلبس والديه تاج الوقار يوم القيامة، ويُقال له: "اقرأ وارقَ ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها."
ولا يقتصر فضل الحفظ على الأجر والثواب، بل يمتد إلى تهذيب النفس، وتنمية الذكاء، وتقوية الذاكرة، وغرس القيم الأخلاقية في شخصية الطفل منذ نعومة أظفاره، مما يسهم في إعداد جيل يحمل النور في صدره، ويكون قدوة في سلوكه وعطائه.