أزمة مواصلات تضرب الإسكندرية.. والأهالي: حالنا وقف بسبب بلطجة السائقين

تعيش محافظة الإسكندرية، أزمة مواصلات حادة واختناقًا مروريًا حقيقيًا ينعكس يوميًا على حياة الملايين وضياع الوقت في انتظار التنقل من منطقة لاخري، إذ يبلغ عدد سكان المحافظة يقترب من 5.6 مليون نسمة حسب أحدث تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ما يضع ضغطًا هائلاً على البنية التحتية وخدمات النقل، ومع دخول فصل الصيف يزيد هذا الرقم الي أكثر من مليوني ما بين زائر وعامل.
أزمة المواصلات في الإسكندرية
وتدير الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية منظومة مؤلفة من حوالي 103 خطوط حافلات موزعة على أربع مناطق تشغيل (محرم بك ـ وسط ـ شرق ـ غرب)، وهو هيكل تنظيمي لا يزال يعتمد بدرجة كبيرة على الأتوبيسات التقليدية، بالإضافة الي الميكروباصات لتلبية احتياجات التنقل داخل المحافظة. وهذا العدد من الخطوط لا يعكس بالضرورة كفاية الأسطول الفعلي أو تكرار الرحلات في ساعات الذروة، وهو ما يؤدي إلى تأخيرات وازدحامات متكررة.
وفي محاولات للتعويض وتحديث الأسطول، وقّعت المحافظة واتخذت جهات حكومية خطوات مؤخرًا لتدعيم الأسطول: توريد 120 أتوبيسًا جديدًا يعمل بالغاز الطبيعي في إطار بروتوكول تم الإعلان عنه مؤخراً لدعم هيئة النقل بالمحافظة، بالإضافة إلى إدخال 40 أتوبيسًا كهربائيًا تم تمويلها لصالح النقل بالإسكندرية.
تكدسات بالشوارع رغم لأتوبيسات الجديدة
ولكن مع كل هذا تضرب المحافظة، أزمة كبيرة في المواصلات رغم الإعلان عن دفعات أتوبيسات جديدة (120 غازية + 40 كهربائية)، فإن هذه الأعداد تمثل زيادة طفيفة أمام حجم الطلب وسرعة تآكل الأسطول القديم والمطلوب لاستعادة دور النقل العام بفعالية (مصادر الهيئة وإعلانات المحافظة) ومع زيادة أسعاره التي وصلت ل٢٠ جنية احجم اهل المدينة علي ركوبها، خاصة في حي العجمي



شكاوى بالجملة
وتؤكد سمية ربة منزل من العجمي: «بنقعد ساعة نص ونرجع — ولو جات مواصلة بتبقى محمّلة لدرجة ما تقدر تدخل» بالإضافة لخطوط البحر والعوايد وتقسيم الطريق ليحصل السائق علي أجرة مضاعفة
وأضاف محمود سيد، موظف، أن أزمة الإسكندرية والعجمي تحديدا في المواصلات تكمن لغياب المرور وانتشار المواقف العشوائية التي يسيطر عليها البلطجية وبلطجة السائقين علي الركاب و تحمل الراكب كل التبعات وحده في غياب تام للأجهزة المعنية.
قال محمود حلاوة، عضو نقابة السائقين، إنه قبل عشر سنوات كانت بعض الرحلات الأساسية داخل المحافظة (مثل من الضواحي الغربية إلى وسط المدينة) تأخذ نحو 35–45 دقيقة، أما الآن نفس الرحلات تصل إلى 80–120 دقيقة في أوقات الذروة، خصوصًا من العجمي والمناطق الغربية إلى وسط المدينة — نتيجة زيادة المركبات الخاصة، انخفاض الترددات، واختناقات مرورية في محاور محددة.
وأضاف أن شرق وجنوب وسط المدينة تتمتع بمحاور وخيارات نقل أكثر استقرارًا (ترام، خطوط حافلات أكثر تنظيمًا)، بينما الأحياء الغربية — وعلى رأسها العجمي — تعاني من قِلّة البدائل، مسافات أطول إلى محاور العمل، وشبكة طرق ثانوية ترفع زمن الرحلات. (مقارنة ميدانية واستنتاجات من توزيع الخطوط: 38 خطًا بمنطقة غرب مقابل أرقام أخرى للمناطق).
أسعار الوقود وراء الأزمة
ويري فكتور جرجس، سائق، أن ارتفاع أسعار الوقود وقطع الغيار يضغط على السائقين لتقليل عدد الرحلات أو رفع التعريفة غير الرسمية؛ وفي المقابل يضطر المواطنون للقبول بتكاليف أعلى أو التحول لوسائل نقل خاصة ما يفاقم الازدحام.
من جانبه يري النائب السابق حماده منصور، أن هناك فجوة بين العرض والطلب، خاصة مع الزيادة السكانية والارتفاع الكبير في المركبات الخاصة لم يرافقها مضاعفة أو تحديث كافٍ لأسطول النقل العام. إدخال 160 أتوبيس (غاز + كهرباء) خطوة مهمة لكنها لا تمثل سوى جزء من الحاجة الحقيقية لتغطية 5.6 مليون نسمة وطلب التنقل اليومي المكثف خاصة مع توقف قطار ابوقير شرق الإسكندرية و العمل علي ايقاف ترام الإسكندرية مستقبلا للتطوير، ولكن غرب الإسكندرية يختلف الحال خاصة العجمي فهو منسي تماما في ازمة المواصلات رغم انشاء محاور جديدة لكن الأزمة تكمن في غياب تام للرقابة علي المواقف العشوائية.
ويضيف ان هناك بنية تحتية غير مهيأة للنقل الجماعي الحديث: شوارع ضيقة في أحياء قديمة، ونقص ممرات للحافلات السريعة
ويؤكد منصور ان هناك ضعف الرقابة والتنظيم و انتشار الميكروباصات والسرفيس غير المنتظمة، وغياب رقابة صارمة على التعرفة والتشغيل يؤدي إلى تفاوت الخدمة وجودتها بين الأحياء، بالاضفة الي ان التمويل والإنفاذ بطيئانو الخطط الحكومية للإحلال والتجديد موجودة — لكن التمويل والآليات التنفيذية تحتاج تسريعًا لتظهر آثارها على الأرض. إدخال دفعات من الحافلات المحلية الصنع يساعد، لكن لا يعالج قصور التخطيط طويل الأمد.
ويطالب منصور، بزيادة زيادة فورية في دورات الحافلات على الخطوط الغربية (عقود تشغيل مؤقتة أو تعاون مع القطاع الخاص لتأمين حافلات دعم خلال الذروة).، مع مسارات مخصصة للحافلات في محاور الغرب وتسريع برنامج إحلال الأسطول مع جدول زمني واضح لنشر دفعات الأتوبيس الجديدة (الغازية والكهربائية) وتقارير متابعة أسبوعية للمواطنين. ووجوظ منصة شكاوى ومتابعة إلكترونية لقياس الترددات، تقارير الأعطال، وحالات التجاوز في التعريفة وتكثيف حملات مرورية لإزالة الإشغالات وفرض مواقف منظمة حول المحاور والمحطات الرئيسية بالعجمي.