يقول تعالى: «إنه لا يحب المسرفين».. ما الفرق بين الإسراف والتبذير والسَّفَه؟

ما الفرق بين الإسراف والتبذير والسَّفَه؟، سؤال وجهه سائل للدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر، والذي نبينه في التقرير التالي.
ما الفرق بين الإسراف والتبذير والسَّفَه؟
وقال لاشين: «الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم:(يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا أشرفوا إنه لا يحب المسرفين)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة (كلوا واشربوا في غير سرف ولا مخيلة).
وتابع: إن الفضيلة وسط بين رزيلتين فالتوسط في الإنفاق وسط بين الإسراف والتقدير، وقد جاء في سورة الفرقان أوصاف لعباد الرحمن ومنها (والذين إذا أنفقوا لم يعرفوا ولم يقدروا وكان بين ذلك قواما). وبمثل هذا الثناء جاء في سورة الإسراء قال المولى سبحانه: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك )وهذا هو التقتير (ولا تبسطها كل البساط فتقعد ملوما محسورا )، وهذا هو الإسراف .
وبخصوص واقعة السؤال قال :
1. الإسراف:
- في اللغة: مجاوزة الحد في الإنفاق أو الفعل.
- الاصطلاح: هو صرف المال في المباحات بغير حاجة أو بقدر زائد عن الحاجة، ومثال ذلك : أن تشتري طعامًا كثيرًا لا تحتاجه وتأكله.
- حكمه: مكروه أو محرم إذا أدى إلى ضرر.
2. التبذير:
- اللغة: تفريق المال وإضاعته.
- الاصطلاح: صرف المال في غير وجهه المشروع. مثال ذلك: إنفاق المال في الحرام كشراء الخمر أو المخدرات.
- حكمه: محرم دائمًا.
- الدليل: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27].
3. السَّفَه:
- اللغة: الخفة والعقل غير الراشد.
- الاصطلاح: التصرف في المال بغير عقل، سواء في الحلال أو الحرام، ويُطلق غالبًا على من لا يُحسن إدارة أمواله.
- مثال: شخص يرث مالًا كثيرًا فيضيعه دون تدبير أو وعي.
- حكمه: السفيه لا يُمكَّن من المال حتى يُرشَد (انظر: آية {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} النساء: 5).
أما عن الفرق الجوهري، فقال عضو هيئة التدريس بالأزهر:
- الإسراف: تجاوز الحد المشروع في المباح.
- التبذير: صرف المال في الحرام.
- السفه: ضعف عقل في التصرف بالمال عمومًا.