عاجل

إسرائيل تتوجه نحو احتلال غزة.. رفض من المعارضة وحماس تتوعد والفلسطينيين يخشون

أثار العدوان الإسرائيلي
أثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

بعد ما يقرب من عامين من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في وقت مبكر من اليوم (الجمعة) أن المجلس الوزاري المصغر “الكابنيت”، وافق على مقترح نتنياهو باحتلال قطاع غزة، كما لو أن ما مضي من الحرب، كان تحضيرًا لما هو أتٍ.

استعداد للسيطرة على غزة

وعلى الرغم من الإعلان الجديد، فإن جيش الاحتلال يحتل بالفعل، أو ينفذ عمليات في معظم أنحاء قطاع غزة (حوالي 75%)، بينما يتكدس أهالي القطاع في عدة مناطق محدودة، مثل مدينة غزة ومخيمات الوسط، والمواصي.

وقال مكتب نتنياهو في بيان، إنه بموجب هذه الخطة، فإن جيش الاحتلال يستعد للسيطرة على مدينة غزة التي تحوي ما يقرب من 600 ألف فلسطيني، مع توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال.

وأضاف البيان، أن “الكابنيت” أقر في تصويت بالأغلبية، 5 مبادئ لإنهاء الحرب وهي: نزع سلاح المقاومة، وإعادة جميع الأسرى - يوجد في غزة نحو 50 أسير، 20 منهم على قيد الحياة - نزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة عليه أمنيًا، وإقامة إدارة مدنية لا تتبع لـ" حماس" ولا السلطة الفلسطينية.

وأضاف البيان أنّ مجلس الوزراء الأمني أقرّ، في تصويت بالأغلبية، 5 مبادئ لإنهاء الحرب هي: نزع سلاح (حماس)، وإعادة جميع الأسرى - أحياء وأمواتاً، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لـ(حماس) ولا للسلطة الفلسطينية.

وذكرت صحيفة هآرتس عن مسؤول إسرائيلي أن القرار لا يشمل في الوقت الراهن احتلال المخيمات الوسطى في القطاع، الضيقة والمتكدسة بالسكان.

وتخشى عائلات الأسرى في غزة من أن يؤدي تصعيد الحكومة الجديد إلى هلاك أحبائهم، واحتج بعضهم خارج اجتماع مجلس الوزراء الأمني في القدس، كما عارض مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار سابقون الخطة، محذرين من ورطة عسكرية بفائدة إضافية قليلة.

وألحقت الحرب دماراً هائلاً بمختلف أنحاء القطاع، وشردت معظم سكانه، بينما سقط ما يزيد عن 60 ألف شهيدًا، و150 ألف مصاب.

ويعش حاليًا القطاع مجاعة تفتك بسكانه، في ظل الحصار الإسرائيلي المطبق، وغلق المعابر.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي احتل قطاع غزة في نكسة يونيو 1967، وانسحب منه في عام 2005، بشكل أحادي على وقع ضربات المقاومة الفلسطينية، وفكك 21 مستوطنة أقيمت على أراضيه.

لن يكون نزهة

وجاء القرار الإسرائيلي بعد ساعات من تأكيد نتنياهو عزمه السيطرة على القطاع، من دون حكم.

وقال نتنياهو لشبكة "فوكس نيوز الأميركية، رداً على سؤال عما إذا كانت بلاده تنوي السيطرة على كامل القطاع: نعتزم ذلك، مضيفاً: لا نريد الاحتفاظ بغزة، نريد إقامة منطقة أمنية، لكننا لا نريد حكمها.

ورأت حماس أنّ ما طرحه نتنياهو من مخططات لتوسيع العدوان على غزة يؤكّد أنه يسعى فعليا للتخلّص من أسراه والتضحية بهم، من أجل مصالحه الشخصية وأجنداته الآيديولوجية المتطرّفة

وأكدت أن هذه التصريحات تمثّل انقلاباً صريحاً على مسار المفاوضات مشددة على أن أي توسيع للعدوان لن يكون نزهة، بل سيكون ثمنه باهظاً ومكلفاً على الاحتلال وجيشه.

فيما قال مصدر مطلع من حركة حماس إن خطة احتلال غزة المطروحة من الجانب الإسرائيلي ما هي إلا ورقة ضغط تفاوضية لانتزاع تنازلات على مائدة المفاوضات المهددة بألا تعود بسبب هذه الإجراءات.

وأوضح المصدر لـ"لشرق الأوسط" الخميس، أن توسيع العملية العسكرية بالقطاع يعكس تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توظيف هذا المخطط كورقة ضغط تفاوضية، على أمل انتزاع تنازلات «ع إدراك مسبق أن أي تنازل سيُقابل بطلبات إضافية، ما يُفرغ العملية التفاوضية من مضمونها ويهدد عودتها من الأساس.

ويعتقد المصدر أن نتنياهو يفضّل خيار التصعيد الميداني على أي هدنة مؤقتة لا تُحقق له مكاسب سياسية صلبة.

وأضاف: نتنياهو وحكومته اليمينية بقيادة بن غفير وسموتريتش يرون في استمرار الحرب رافعة سياسية داخلية، خاصة في ظل أزمة الثقة والانقسامات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي.

وشدّد المصدر المطلع على أن أي تقدم ميداني إضافي من إسرائيل سيُقابل باستنزاف أكبر، وانكشاف أمني أعمق، وربما فقدان مزيد من الجنود أو الأسرى..

رفض من الجيش والمعارضة

وبينما أقر الكابنيت خطة الاحتلال، فإن رئيس الأركان الجيش، إيال زامير، قال إن ذلك أشبه بمن يسير بقدميه نحو فخ، وعرض في اجتماع حضره نتنياهو، وتحدثت تقارير عن خلافات بينهم وبين رئيس الحكومة، لكن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أكد أن الجيش ملزم بتنفيذ قرارات المستوي السياسي.

وأشارت التقارير إلى أن احتلال كامل مساحة القطاع يلقى رفض رئيس أركان الجيش، إيال زامير، الذي قال إن ذلك أشبه بمن “يسير بقدميه نحو فخ”، وعرض في اجتماع حضره نتنياهو خيارات أخرى. لكن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أكد أن الجيش ملزم بتنفيذ أي قرارات تتخذها الحكومة فيما يتعلق بقطاع غزة.

من جانبه، ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد هذه الخطوة في منشور على موقع "إكس" بأنها "كارثة ستؤدي إلى كوارث أخرى كثيرة"، مضيفًا أنها اتخذت "على النقيض تمامًا من رأي الرتب العسكرية والأمنية".

ويضيف لابيد أن وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش "جرّا" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "إلى خطوة ستستغرق أشهرًا، وستؤدي إلى مقتل الأسرى، ومقتل العديد من الجنود، وستكلف دافعي الضرائب الإسرائيليين عشرات المليارات، وستؤدي إلى انهيار سياسي".

وتابع زعيم المعارضة الإسرائيلية: “هذا هو بالضبط ما أرادته حماس.. أن تبقى إسرائيل محاصرة في الميدان من دون هدف، ومن دون تحديد صورة اليوم التالي، في احتلال عديم الفائدة لا أحد يفهم إلى أين يقود”.

من جانبه، قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا ووزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان إن قرار الحكومة بالضغط من أجل السيطرة على مدينة غزة رغم اعتراض كبار المسؤولين العسكريين "يثبت أن قرارات الحياة والموت تتخذ في معارضة للاعتبارات الأمنية وأهداف الحرب".

وأضاف أن "رئيس وزراء السابع من أكتوبر (نتنياهو) يضحي مرة أخرى بأمن المواطنين الإسرائيليين من أجل كرسي الحكم".

فيما يقول يائير جولان، رئيس الحزب الديمقراطي، إن القرار يعني "التخلي عن المزيد من الرهائن حتى وفاتهم"، وأن هذه الخطوة نموذجية لنتنياهو: "إنه ضعيف، ويسهل الضغط عليه، ويفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرار، ولا يملك القدرة على الربط بين ما يقدمه المستوى المهني ومجموعة المسيانيين (المسيانيين هم من يؤمنون بقدوم مسيح مخلص) الذين يسيطرون على الحكومة".

أهل غزة يخشون التصعيد

وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً شعبية وبحجم أقل دولية لإنهاء الحرب، مع تزايد القلق دولياً من الأزمة الإنسانية الحادة في القطاع، والغضب في أوساط الإسرائيليين بشأن مصير الرهائن المتبقين.

ومن أصل 251 أسير وقعوا في قبضة المقاومة الفلسطينية خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، ما زال نحو 50 داخل القطاع، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم لقوا حتفهم.

أما أهالي غزة، فعبّروا عن مخاوفهم من الحديث عن توسيع إسرائيل لعمليتها، وناشدت النازحة أمل حمادة العالم التحرك “قبل أن يمحوا عن الوجود”

وقالت الشابة البالغة 20 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية، الخميس: “إذا بدأت عملية برية جديدة فستكون كارثة إنسانية أكبر”.

وأكدت حمادة، وهي نازحة من دير البلح (وسط): “لم تعد لدينا طاقة للهروب أو النزوح أو حتى الصراخ”.

في غضون ذلك، لا ينقطع القصف الإسرائيلي على  القطاع موقعًا عشرات القتلى، وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، الخميس، استشهاد 35 شخصاً على الأقل منذ الفجر، بينهم 8 من منتظري المساعدات.

وارتفعت حدة الانتقادات الدولية لإسرائيل في الأسابيع الأخيرة نتيجة تواصل معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، بعد تحذيرات الأمم المتحدة من مجاعة بدأت تتكشف في القطاع.

وذكرت شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية، أن الرئيس الأمريكية صرخ في وجه نتنياهو، بعدما ادعى الأخير، أن المجاعة في غزة غير حقيقية.

وأوضح ترامب لـ"نتنياهو" خلال المكالمة، أن مساعديه  أكدوا أن المجاعة حقيقية في قطاع غزة.

وفيات بسبب سوء التغذية

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن 99 شخصاً لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية في قطاع غزة منذ بداية العام، بينهم 29 طفلاً دون الخامسة، ورجّح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن تكون هذه الأرقام «أقل من العدد الفعلي.

وأطبقت إسرائيل، في الثاني من مارس الماضي، حصارها المفروض على القطاع، ومنعت دخول أي مساعدات أو سلع تجارية، ما تسبب بأزمة إنسانية.

وفي أواخر مايو ، عادت وسمحت بدخول كميات محدودة من الطعام حصرت توزيعها في “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، وترفض وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى التعامل معها.

ولقى عدد كبير من الفلسطينيين حتفهم على أبواب مؤسسة غزة الإنسانية، إذ يستهدف الاحتلال الجوعى الذين يقصدونها بشكل ممنهج.

ثم سمحت قبل أسبوع بدخول شاحنات تمثل نقطة في بحر الاحتياجات اليومية المقدَّرة بنحو 600 شاحنة، كما استأنف تنظيم عمليات إلقاء رزم المساعدات من الجو من قبل عدة دول عدة.

تم نسخ الرابط