التعليم التكنولوجي .. عمرو بصيلة: شهادة مزدوجة وفرص عمل للتعليم الفني| فيديو

أكد الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، أن منظومة التعليم التكنولوجي في مصر تمثل نقلة نوعية حقيقية في مسار التعليم، حيث يحصل الطالب على شهادة مزدوجة بعد ثلاث سنوات، الأولى مصرية والثانية من الجانب الإيطالي.
نظام خمس سنوات
وأضاف عمرو بصيلة أن النظام نفسه يُطبق بعد خمس سنوات، مما يمنح الطالب فرصًا متميزة، سواء بالعمل في الدولة الراعية أو استكمال دراسته في الخارج، أو الجمع بين الخيارين.
وأوضح عمرو بصيلة، خلال حواره في برنامج "مساء dmc" المذاع على قناة dmc، أن الهدف الأهم للتعليم التكنولوجي هو فتح آفاق الطموح أمام الطلاب، دون أن تتوقف أحلامهم عند حد معين. ولهذا، قامت الدولة المصرية بإنشاء جامعات تكنولوجية متخصصة، لتمكين الطلاب من استكمال مسارهم التعليمي حتى الحصول على درجة البكالوريوس، سواء بعد أربع سنوات من الدراسة، أو سنتين إضافيتين بعد إتمام الخمس سنوات.
الإقبال على التعليم الفني
وأشار عمرو بصيلة إلى أن الإحصائيات الأخيرة تكشف عن تحول كبير في نظرة المجتمع للتعليم الفني، حيث ارتفعت نسبة الطلاب الملتحقين به من خريجي الشهادة الإعدادية من 43% إلى 58%.
ويرى عمرو بصيلة أن هذه النسبة تعكس إدراك الطلاب وأسرهم لأهمية التعليم التكنولوجي كمسار يوفر مستقبلاً عمليًا قويًا، خاصة بعد أن أصبح القبول يعتمد على المهارات وليس المجموع فقط.
مهارات لا مسميات
ولفت عمرو بصيلة إلى أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تعد نموذجًا لهذا التحول، حيث تصل نسب القبول بها إلى 96% و97%، في حين أن مدارس أخرى مثل مدرسة الضبعة الدولية ومدارس التمريض تصل نسب قبولها إلى 99% في بعض المحافظات، وهو ما يعكس تغيرًا واضحًا في النظرة المجتمعية تجاه التعليم الفني.
وأكد عمرو بصيلة أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الطلاب، وإنما في بعض أولياء الأمور الذين يسعون لتحقيق أحلامهم الشخصية من خلال أبنائهم، دون النظر إلى ميولهم أو مهاراتهم الفعلية، موضحًا أن سوق العمل في العصر الحالي أصبح يقيم الفرد على أساس كفاءته ومهاراته العملية، وليس على أساس المسمى الوظيفي أو المؤهل فقط.
مسار تعليمي مرن
وأشار عمرو بصيلة إلى أن هناك الكثير من الأمثلة التي تثبت هذا الواقع، حيث يتقاضى بعض فنيي التمريض أو العاملين المهرة في المصانع أجورًا أعلى من بعض الأطباء أو المهندسين حديثي التخرج، وهو ما يبرز التحول في طبيعة سوق العمل، الذي أصبح يمنح القيمة الأكبر للمهارة الفعلية والخبرة العملية.
وبيّن عمرو بصيلة أن إنشاء الجامعات التكنولوجية جاء ليوفر مسارًا تعليميًا مرنًا للطلاب، حيث يمكن للطالب الذي بدأ بدراسة التعليم الفني أن يكمل حتى درجة البكالوريوس دون الحاجة لتغيير مساره أو الالتحاق بالجامعات التقليدية.
إنشاء الجامعات التكنولوجية
وأكد عمرو بصيلة أن هذه الجامعات مزودة بأحدث المعامل والتجهيزات التي تحاكي بيئة العمل الفعلية، بما يضمن تخريج كوادر قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا.
وأضاف عمرو بصيلة أن هذا التوجه يتماشى مع رؤية الدولة المصرية لتطوير التعليم بما يتناسب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وسوق العمل العالمي، مؤكدًا أن التعليم التكنولوجي لم يعد خيارًا بديلًا، بل أصبح مسارًا رئيسيًا لصناعة مستقبل مصر الصناعي والتكنولوجي.
دعوة لتغيير المفاهيم
واختتم عمرو بصيلة حديثه بدعوة الأسر المصرية إلى تغيير نظرتها التقليدية للتعليم، والتوقف عن حصر طموحاتهم في الكليات النظرية أو الوظائف الحكومية، مشددًا على أن الأهم هو توافق المهنة مع مهارات الطالب وقدراته، حتى يتمكن من الإبداع وتحقيق النجاح.
وأشار عمرو بصيلة إلى أن التجارب الدولية أثبتت أن الدول التي استثمرت في التعليم التكنولوجي والفني حققت قفزات اقتصادية كبيرة، داعيًا إلى دعم هذا المسار التعليمي باعتباره ركيزة أساسية في خطة مصر للتنمية المستدامة.

مصر للتنمية المستدامة
بهذه الرؤية، يفتح التعليم التكنولوجي في مصر أبوابًا جديدة أمام الشباب، ليصبحوا عناصر فاعلة في سوق العمل المحلي والعالمي، معتمدين على مهاراتهم وخبراتهم العملية، لا على الشهادات وحدها.