توم واريك: دونالد ترامب يلوح بعقوبات قاسية على الهند للضغط على موسكو| فيديو

في خطوة تصعيدية جديدة قد تفتح جبهة اقتصادية واسعة، كشف توم واريك، نائب مساعد وزير الأمن الوطني الأمريكي السابق، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ألمح إلى إمكانية فرض عقوبات وتعريفات جمركية مشددة على المنتجات الهندية، بهدف زيادة الضغط على روسيا لوقف حربها المستمرة ضد أوكرانيا.
وأوضح توم واريك، خلال مقابلة مع الإعلامي أحمد بصيلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن هذه الخطوة تأتي في ظل إدراك واشنطن لأهمية الدور الذي تلعبه الهند كأحد أكبر المستوردين للنفط الروسي، ما يمنح موسكو موارد مالية ضخمة تُمكّنها من مواصلة العمليات العسكرية.
تعريفات قد تصل إلى 50%
وأشار توم واريك إلى أن العقوبات المحتملة قد تشمل فرض تعريفات جمركية تصل إلى 50% على صادرات الهند إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يدفع نيودلهي لإعادة النظر في علاقاتها التجارية مع موسكو، وبالتالي تقليص العائدات الروسية التي تُستخدم في تمويل الحرب.
وبيّن توم واريك أن الرئيس دونالد ترامب أبدى استعدادًا لاتخاذ هذه الإجراءات بسرعة، دون تباطؤ، في حال لم تُظهر الهند بوادر واضحة لتقليص تعاملها مع روسيا، مشددًا على أن الأمر لا يتوقف على مجرد التهديد، بل يتطلب التزامًا صارمًا من ترامب في تنفيذ قراراته إذا كان جادًا في إنهاء الحرب.
مبعوث خاص إلى موسكو
وكشف توم واريك أن دونالد ترامب أوفد مبعوثه الخاص ستيف وتكوف إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى بالرئيس فلاديمير بوتين لمناقشة الإجراءات الاقتصادية المحتملة، بما في ذلك التأثير المباشر على الدول الداعمة للاقتصاد الروسي عبر التجارة أو الطاقة.
ورغم الحديث عن لقاء محتمل بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في المستقبل القريب، إلا أن توم واريك أكد أن فرص تغيير الرئيس الروسي لموقفه لا تزال محدودة، خاصة في ظل تكرار تراجع ترامب سابقًا عن تنفيذ بعض تهديداته، وهو ما قد يجعل بوتين أقل اكتراثًا بالضغوط الأمريكية.
نهج عقوبات جديد
وأوضح توم واريك أن العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا منذ اندلاع الحرب ما زالت قائمة، لكنها كانت تتركز في السابق على الكيانات الروسية المباشرة، في حين أن التحرك الحالي يستهدف الدول التي تواصل تعاملاتها التجارية مع موسكو، وهو ما يمثل نهجًا أكثر شمولًا وتعقيدًا.
وأضاف توم واريك أن استهداف شركاء روسيا التجاريين قد يكون أكثر فاعلية في خنق الاقتصاد الروسي، لأنه يضيق الخناق على مصادر الدخل البديلة التي تعتمد عليها موسكو لتجاوز العقوبات الغربية المباشرة.
الهند في دائرة الخطر
ونوّه توم واريك إلى أن الهند ستكون الأكثر تأثرًا من هذه الخطوة المحتملة، نظرًا لاعتمادها الكبير على صادراتها إلى الأسواق الأمريكية، والتي توفر ملايين الوظائف لمواطنيها في ظل تعداد سكاني يتجاوز المليار نسمة.
كما لفت توم واريك إلى أن أي خفض في صادرات الهند إلى الولايات المتحدة قد ينعكس سلبًا على اقتصادها المحلي، ويفرض على الحكومة الهندية البحث عن بدائل تجارية جديدة، أو إعادة هيكلة سياستها الخارجية بما يتوافق مع الضغوط الأمريكية.

رسائل ضغط مركبة
واعتبر توم واريك أن تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية ضخمة على الهند يحمل رسالة مزدوجة، الأولى إلى نيودلهي لتقليص تعاونها مع روسيا، والثانية إلى موسكو نفسها بأن واشنطن مستعدة لتوسيع دائرة العقوبات بما يشمل حلفاءها وشركاءها التجاريين.
وختم توم واريك تصريحاته بالتأكيد على أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على قدرة الإدارة الأمريكية على تنفيذ تهديداتها دون تراجع، مع الحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسية مفتوحة، سواء مع الهند أو روسيا، لتفادي انزلاق الأزمة إلى مستويات أكثر خطورة.