عاجل

مطالب لبنانية بطرد السفير الإيراني وقطع العلاقات مع طهران بعد تصريح عراقجي

وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

في وقت يحاول فيه لبنان تثبيت ركائز سيادته واستعادة قراره الوطني، جاء تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بمثابة صدمة استفزازية فجرت غضبًا سياسيًا وشعبيًا عارمًا في الداخل اللبناني، وفق ما ذكر منصة “هنا لبنان”.

حيث اعتبر عراقجي في تصريحات إعلامية، أن خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله محكوم عليها بالفشل، مدعيًا أن "سلاح المقاومة أثبت فاعليته"، وأن حزب الله أعاد تموضعه في الميدان ومؤكّدًا أن إيران تدعمه وتقف خلفه.

رأى كثيرون هذا تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محاولة سافرة لفرض وصاية إيرانية على القرار اللبناني، قوبل برفض واسع من مختلف التيارات، وطالبت شخصيات سياسية بارزة بمواقف حاسمة تبدأ بطرد السفير الإيراني من بيروت وقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.

رفض سياسي وشعبي

وكان النائب وضاح الصادق من أوائل من ردوا على عراقجي، واكتفى بكلمة مقتضبة عبر منصة "إكس" قال فيها: "ما خصّك"، في دلالة على رفض التدخل الإيراني الصريح.

أما النائب ملحم رياشي، فرأى أن تصريحات إيران تمثّل تدخلًا فاضحًا في السيادة اللبنانية، معتبرًا أن طهران تحاول استخدام لبنان ورقة تفاوضية مع واشنطن، مؤكدًا أن السلاح الشرعي الوحيد يجب أن يكون بيد الدولة.

رئيس حزب الكتائب سامي الجميل لم يتأخر هو الآخر، فكتب عبر "إكس": "وصايتكم انتهت… وزير خارجية إيران لا يملك أي شرعية للحديث عن قراراتنا السيادية"، داعيًا إلى استدعاء السفير الإيراني تمهيدًا لطرده من لبنان.

مطالب بقطع العلاقات مع إيران

شدد رئيس حركة التغيير إيلي محفوض في بيان له على أن احترام السيادة اللبنانية يفرض قطع العلاقات الدبلوماسية فورًا مع إيران، مؤكدًا أن تصريحات عراقجي تمثل تحديًا لإرادة اللبنانيين، ومساسًا بكرامة الحكومة والدولة.

وطالب رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي إبراهيم مراد بطرد السفير الإيراني فورًا، مؤكدًا أن لبنان لم يعد يحتمل أن يكون أداة لمشاريع إيران في المنطقة، وقال: "نرفض أن يُدار بلدنا من طهران أو قُم، ولن نقبل أن يبقى لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية".

رد رسمي من الخارجية اللبنانية على عراقجي 

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانًا رسميًا ندّدت فيه بتصريحات عراقجي، ووصفتها بأنها "تدخل غير مقبول في الشأن اللبناني الداخلي"، مؤكدة أن احترام سيادة لبنان واستقلال قراره الوطني هو أساس أي علاقة دبلوماسية.

وأضاف البيان أن لبنان يرفض بشكل قاطع أي محاولة لتشجيع أو دعم أطراف خارج إطار الدولة ومؤسساتها الرسمية، وأنه "لا يجوز توظيف العلاقات الدولية للإخلال بالتوازن الداخلي أو المساس بالمؤسسات الشرعية".

التصعيد الإيراني.. تدخل أم استفزاز متعمد؟

تأتي تصريحات عراقجي في لحظة سياسية حساسة، حيث تتحرك الحكومة اللبنانية في اتجاه تكريس حصرية السلاح بيد الدولة، ضمن خطوات تهدف إلى إعادة بناء القرار السيادي، وهو ما لا يبدو أنه يلقى قبولًا من طهران، التي تحرص على إبقاء نفوذ "حزب الله" داخل لبنان.

ورغم محاولات التهدئة، فإن هذا الموقف الإيراني الأخير قد يشكل نقطة تحوّل في العلاقة بين بيروت وطهران، ويدفع لبنان إلى إعادة النظر في موقعه ضمن التجاذبات الإقليمية، وسط تصاعد الدعوات للرد السياسي والدبلوماسي على ما اعتبره كثيرون إهانة لسيادة الدولة اللبنانية.

تم نسخ الرابط