كلمتان يجعلان لك بيتا في الجنة في يوم الجمعة.. اغتنمها

في يوم الجمعة يكثر البحث عن أعمال تدخل الجنة، وفي السطور التالية نوضح كلمتان بسيطتان، خفيفتان على اللسان لكنهما عظيمتان.
فضل الحمد والشكر يوم الجمعة
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: عباد الله، المعاني كثيرة، تبدأ بالمعرفة تعرفها، ثم بالعمل، ثم بالاستمرار على العمل؛ حتى تكون لك عادة، لا تتخلى عنها، ثم بعد ذلك تحولها إلى منهجِ حياة، تعيشه، ويعيش فيك.
وتابع: أمرنا ربنا سبحانه وتعالى بمعانٍ كثيرة، نأخذ منها: الحمد، والشكر، وأعلى الحمد، وأعلى الشكر: هو لله رب العالمين، تعرفه، وتعمل به، ثم تديم العمل عليه، حتى يصير لك معيشةً، ومنهجًا، فتعيش في الحمد، ويعيش الحمد فيك. ربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾.
وأكمل: أمرنا بالشكر لله رب العالمين، وحتى يحوله إلى عمل، قال: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾. وحتى يصير لنا عادة، قال في ركن الصلاة، في فاتحة الكتاب: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. ففرضها عليك، وفرض عليك تكرارها، فلا بد عليك، وأنت تفعل ذروة سنام الإسلام، وهي الصلاة: أن تذكر مرارًا وتكرارًا، كل يوم: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فتديم العمل.
ونبه: كل ذلك في ظاهر القول؛ وَلَكِنَّ الذي يجب أن تنقل نفسك إليه: أن يكون الحمد منهجًا؛ تعيشه، ويعيشك، فتظل في كل حركاتك وسكناتك، في دائرة الحمد لله رب العالمين.
وهنا: أرشدنا رسول الله ﷺ ، أن نحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال، في السراء؛ شكرًا له واعترافًا بفضله وَمَنِّهِ ونعمته علينا. وفي الضراء، كان يقول: «الحمد لله على كل حال».
وعن أبي موسى الأشعري؛ فيما أخرجه الترمذي: أن رسول الله ﷺ ، أخبرنا بِمَا هو كائن في الغيب، فقال: «إن الملائكة إذا قبضت ولد أحدكم، ناداها الله سبحانه وتعالى، فقال: أقبضتم روح ولدِ عبدي؟ فيقولون: نعم، يا ربنا، فيقول جل جلاله: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: قال: الحمد لله».
لم يتبرم بقضاء الله، والمصيبة جلل، فَقَدَ ابنه، ولعله أن يكون وحيدًا، فَقَدَ ابنه، ولعله أن يكون ابن يومٍ، أو ابن عشرين سنة، وكل ما ظل الولد أمامك ينمو ويكبر كل ما تعلق قلبك به، والولد نعمة من النعم الكبيرة، فطر الله قلب الأم، وقلب الأب، فطرهما على حبه -حب الولد- ولذلك يدافعان عنه بلا هوادة ، بل وبلا عق، حتى لو كان ظالمًا، ينظرون إليه فيحبونه، فقدوه. يقول ربنا جل جلاله في علاه: «ابنوا لعبدي بيتًا، وسموه: بيت الحمد».
وشدد: إذن، فقد سبق الولد أباه وأمه إلى الجنة، يأخذ بيديهما إلى الجنة؛ لأن هذا الرجل وهذه المرأة لهما ملك وبيت قد أنشأ خصيصًا باسمهما وهو بيت الحمد.