تحالف صناعي جديد بين الغذاء والهندسة لتوطين تصنيع المعدات وتقليل الاستيراد

عقدت غرفة الصناعات الغذائية لقاء موسعًا بالتعاون مع غرفة الصناعات الهندسية، بمقر الأولى، لبحث آفاق التعاون بين الجانبين، في إطار سعيهما لتوفير احتياجات مصانع الأغذية من المعدات والآلات وقطع الغيار المصنّعة محليًا، كخطوة استراتيجية تهدف إلى تقليص الاعتماد على الواردات وتعزيز البدائل الوطنية ذات الجودة العالية.

تخفيف العبء عن فاتورة الاستيراد

في هذا السياق، أكد الدكتور محمد الشافعي، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، على أهمية هذا التنسيق الصناعي، مشيرًا إلى أن الاعتماد على حلول محلية الصنع يخفف العبء على فاتورة الاستيراد، لا سيما وأن العديد من مصانع الأغذية تعتمد على استيراد مكونات بسيطة قد تؤدي إلى توقف خطوط الإنتاج لفترات طويلة في حال تأخر وصولها، رغم إمكانية تصنيعها داخل مصر.

وشدد الشافعي على أهمية دمج البحث العلمي بالصناعة، مع ضرورة تعزيز المكون المحلي في قطاعات مثل التصنيع الزراعي، والدواجن، والأسماك، مؤكدًا أن تلك المجالات تملك فرصًا كبيرة لتقليل الفجوة الصناعية.

من جانبه، أوضح المهندس محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، أن لدى الغرفة العديد من الشركات القادرة على تصنيع معدات بمعايير عالمية، مشددًا على أن الهدف الرئيسي هو إحلال المكوّن المحلي محل المستورد.

ولفت إلى أن الغرفة نظّمت مؤخرًا معرضًا للتكامل الصناعي، ساهم في تعزيز الترابط بين المصنعين وتحفيز الإنتاج المحلي لقطع ومكونات كانت تُستورد بالكامل في السابق.

وأشار الدكتور هاني المنشاوي، رئيس شعبة الأسماك بغرفة الصناعات الغذائية، إلى أن مصر تُعد رابع دولة عالميًا في مجال الاستزراع السمكي، إلا أنها لا تزال تعتمد على معدات أجنبية في عمليات التعبئة والتغليف، وهو ما يستدعي تقديم تسهيلات تمويلية لشراء معدات مصرية الصنع، كما أوضح أن بعض المعدات المحلية نجحت بالفعل في تحقيق نسبة مكون محلي تتجاوز 70%، ما يعكس الإمكانات الكبيرة المتاحة.

واستعرض اللواء مصطفى هدهود، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية، مبادرة طموحة لإنشاء "بنك معلومات" يربط بين الصناعات الغذائية والهندسية، ويهدف إلى مساعدة اللجان الصناعية في تحديد الفرص الممكنة للتصنيع المحلي، اعتمادًا على بيانات محدثة ومفصلة.

كما أعلن الدكتور رضا عبد الجليل، مدير عام الشؤون الفنية بغرفة الصناعات الغذائية، أن الفترة المقبلة ستشهد بدء تنفيذ خطوات فعلية، تشمل تدشين قاعدة بيانات مشتركة عبر استبيان يتم تعميمه لرصد الاحتياجات الفعلية للأعضاء من خطوط الإنتاج والمعدات، إلى جانب عقد لقاءات دورية لربط المصانع الغذائية بالمصانع الهندسية والعمل على إزالة أي تحديات قد تعيق التصنيع المحلي.

من ناحيته، كشف المهندس ناجي يوسف، رئيس شعبة الآلات والمعدات بغرفة الصناعات الهندسية، أن الشعبة عملت على تطوير قاعدة بيانات تضم أكثر من 1500 مصنع، وتعمل حاليًا على إعداد خريطة مفصلة لاحتياجات قطاع الصناعات الغذائية، بما يضمن توفير حلول محلية متكاملة وموجهة.