عاجل

وكيل أوقاف بالفيوم : رمضان موسم النفحات الربانية والعطايا الإلهية والتكافل والتراحم

أمسية دينية بالفيوم
أمسية دينية بالفيوم

عقدت مديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم، أمسية دعوية كبرى بمسجد الصعيدي الكبير التابع لإدارة مركز جنوب، مساء الثلاثاء، بحضو وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم الشيخ سلامة عبد الرازق، والشيخ محمود الشيمي ، وكيل المديرية،وفضيلة الشيخ سعيد مصطفى،مدير الإدارة، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: ” الصوم دعوة لبناء الإنسان على مكارم الأخلاق" في إطار الدور التنويري والتثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية ، وتنفيذا لتوجيهات وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري .

 

وخلال اللقاء أكد الشيخ سلامة عبد الرازق،وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم،أن الصوم مدرسة مكارم الأخلاق والقيم، فالعبادات لا تؤتي ثمرتها الحقيقية إلا إذا هذبت وقوَّمت سلوك صاحبها، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، ومن لم ينهه حجه عن الفسوق والعصيان فلا حج له، ومن لم ينهه صيامه عن سيئ الأخلاق من الكذب والغش والغدر والخيانة، والاحتكار وأكل الحرام واستغلال أزمات الناس؛ فلا صيام له، حيث يقول الحق سبحانه: “إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ"، ويقول سبحانه: “الْحَجُّ أَشْهُر مَعْلومَات فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):"من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “رُبَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ، وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ”.
 

وأوضح ، أنه إذا كان الحق (سبحانه وتعالى) قد ذكر في كتابه الكريم أن غاية الصوم هي التقوى حيث يقول الحق سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” فإن التقوى قيمة جامعة لخصال الخير؛ فقد جاءت في القرآن الكريم مقترنةً بقيم إيمانية وأخلاقية متنوعة، حيث يقول الحق سبحانه: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.
 

أكد الشيخ سلامة عبد الرازق،  أن الصائم الحق متجمل بمكارم الصبر والعفو والصفح، وقد وصف نبينا (صلى الله عليه وسلم) شهر رمضان بشهر الصبر، حيث يقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “ صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؛ صَوْمُ الدَّهْرِ”، فجدير بالصائم أن يكظمَ غيظه، ويعفوَ عمنْ ظلمه، ويعطيَ من حرمه، ويحسنَ إلى من أساء إليه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “الصَّوْمُ جُنَّة، فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ”، فالصوم وقاية من سيئ الأخلاق ورديئها، وهو وقاية من عذاب الله يوم القيامة، ولا يكون الصوم مبررًا لضيق الصدر أو إساءة الخلق، وإنما يقوِّي الصومُ العزيمةَ، ويضبط السلوكَ، ويقوِّم الأخلاقَ.
 

وأكد الشيخ سعيد مصطفى، أن الصوم يجدد في الإنسان مشاعر المواساة والإحسان والتكافل والتراحم، فتنطلق النفوس نحو الكرم والجود وإطعام الطعام، حيث يقول الحق سبحانه في وصف عباده الأبرار: “يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا* وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا  إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا* إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا”، وقد سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم): أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ (صلى الله عليه وسلم): “تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ”.
 

 

 

 

تم نسخ الرابط