خبير شؤون إسرائيلية: التحركات الدبلوماسية ضد إسرائيل محض كلام بلا أية إجراءات

أوضح الدكتور نزار نزال، خبير الشؤون الإسرائيلية، أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من مجازر متواصلة، ورفض لإدخال المساعدات الإنسانية، يمثل نهجًا متعمدًا ومنهجًا استيطانيًا استعماريًا يهدف إلى تصفية الهوية الوطنية الفلسطينية، بل يتجاوز ذلك إلى استهداف الهوية العربية بكاملها.
ضغط دولي جاد على إسرائيل
ونوه نزال خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن الحديث عن وجود ضغط دولي جاد على إسرائيل هو أمر مبالغ فيه، مشيرًا إلى أن المواقف الأوروبية والأمريكية الأخيرة لم تتجاوز "الكلام الدبلوماسي"، دون أي خطوات ملموسة مثل تعليق اتفاقيات الشراكة، فرض رسوم جمركية على المنتجات الإسرائيلية، أو تقليص العلاقات الدبلوماسية، واعتبر أن هذه التحركات تعكس فقط مخاوف النظم الغربية من تداعيات سياسية داخلية، وليس تعاطفًا مع الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تمارس نفوذًا على مؤسسات القانون الدولي مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مما يحول دون محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي رغم ارتكابهم جرائم حرب، مؤكدًا أن نتنياهو ورجاله تحولوا إلى "مافيا سياسية" تحكم إسرائيل بمنطق الهيمنة الدينية والأيديولوجية.
تحليل للواقع الإسرائيلي الداخلي
وفي تحليله للواقع الإسرائيلي الداخلي، أكد نزال أن الحرب الحالية لم تعد مجرد صراع عسكري أو سياسي، بل تحولت إلى حرب دينية يقودها التيار الصهيوني الديني، مشيرًا إلى أن المؤسسة العسكرية العلمانية في إسرائيل دخلت في حالة من التصادم مع الطبقة السياسية المتدينة التي تتحكم حاليًا في مفاصل القرار، في ظل سيطرة واضحة للحاخامات ورجال الدين على المشهد.
وقال نزال إن الحرب لم تعد تستهدف فقط الفلسطينيين كهوية وطنية، بل أصبحت موجهة ضد الوجود العربي بشكل عام، لافتًا إلى أن شعارات مثل "الموت للعرب" التي رفعت في مستوطنات الضفة تكشف التوجه العنصري العميق نحو سحق الآخر تمامًا، على مستوى البنية التحتية، والمجتمع، والثقافة، والدين.
ما يحدث اليوم هو جزء من صراع اجتماعي ممتد
وفيما يتعلق بأفق الصراع، أوضح نزال أن ما يحدث اليوم هو جزء من صراع اجتماعي ممتد، تحاول فيه إسرائيل إعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا الإقليمية وفق روايات دينية توراتية، معتبرًا أن الاستيطان لم يعد أمنيًا كما في السابق، بل أصبح سياسيًا أيديولوجيًا صريحًا، يستهدف السيطرة الكاملة على الأرض تحت شعار "إسرائيل الكبرى".
ونوه كذلك إلى أن أي محاولة لوقف هذا المشروع يجب أن تتجاوز العمل الإغاثي والضغط السياسي الناعم، وأن الرد الوحيد الفعّال هو الرد القوي والحازم من العالم العربي، مؤكدًا أن "إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة".