الأونروا: نقاط المساعدات لا تغني عن الاستجابة الإنسانية الشاملة في غزة | فيديو

أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تحذيرًا شديد اللهجة بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مشددة على أن إنشاء أربع نقاط عسكرية لتوزيع المساعدات لا يمكن أن يشكّل بديلًا عن استجابة إنسانية منسقة وشاملة.

 جاء ذلك في نبأ بثته قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث أوضحت أونروا أن الوضع الميداني المعقد يتطلب تدخلًا دوليًا جادًا ومنظمًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

وأكدت "الأونروا" أن استمرار الاعتماد على حلول جزئية أو رمزية مثل النقاط العسكرية، يُسهم في تأزيم الأزمة بدلًا من تخفيفها، ويُعرّض أرواح المدنيين للخطر، خاصة في ظل غياب ضمانات حماية كافية لفرق الإغاثة واللاجئين على حد سواء.

انهيار المنظومة الإغاثية

وأشارت أونروا إلى أن الوضع الإنساني الكارثي في غزة لا يحتمل المزيد من التعطيل، في ظل شح الإمدادات، وانهيار الخدمات الأساسية، وتعطل شبكات توزيع الغذاء والمياه. كما شددت على أن الوصول الآمن والدائم للمنظمات الإنسانية أمر بالغ الأهمية، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لتأمين ممرات إنسانية حقيقية ومستدامة.

ودعت الأونروا إلى دعم عملياتها على الأرض بتمويل عاجل، وتسهيلات لوجستية، وضمانات دولية لحماية المدنيين والعاملين في الإغاثة، محذّرة من أن تجاهل هذه التحذيرات قد يقود إلى كارثة إنسانية أكبر خلال الأسابيع المقبلة.

الجوع يهدد الأطفال

وفي السياق ذاته، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا مقلقًا حول تصاعد معدلات الجوع والوفيات المرتبطة بسوء التغذية في قطاع غزة، موضحًا أن عدد الوفيات الناتجة عن الجوع في ارتفاع مستمر، وسط عجز النظام الصحي عن احتواء الأزمة، وتفاقم الظروف المعيشية اليومية.

وأفادت الأونروا بأنها رصدت خلال الشهر الماضي فقط أكثر من 12 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، وهو رقم مرعب يعكس حجم المأساة التي تعيشها غزة منذ اندلاع الحرب وتوقف الإمدادات الغذائية والطبية المنتظمة.

تفشي سوء التغذية

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن سوء التغذية بات منتشرًا على نطاق واسع في غزة، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، محذّرة من أن التأخر في التدخل العاجل قد يؤدي إلى عواقب صحية كارثية طويلة الأمد، مشددًا على أن حالات كثيرة من سوء التغذية لا تجد أي تدخل علاجي بسبب انهيار المراكز الصحية ونقص الكوادر الطبية والأدوية الأساسية.

وطالبت المنظمة بضرورة فتح ممرات إنسانية فورية تسمح بوصول المساعدات الطبية والغذائية إلى المناطق الأكثر تضررًا في شمال وجنوب القطاع، وتسهيل عمليات الإجلاء الطبي للحالات الحرجة.

نداء للمجتمع الدولي

وأطلقت المنظمتان (الأونروا والصحة العالمية) نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، بضرورة تحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، والعمل على فرض هدنة إنسانية فورية تتيح دخول فرق الإغاثة وتوفير الاحتياجات الأساسية، وعلى رأسها الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وحذّرت المنظمتان من أن استمرار الصمت الدولي، والتقاعس عن التحرك، قد يؤدي إلى مجاعة شاملة، ويعرّض حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي أو ميداني قريب.