عاجل

غباشي: زيارة رئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية

رئيس الوزراء السوداني
رئيس الوزراء السوداني

أوضح الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة البروفيسور/ كامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي بجمهورية السودان، إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، نظراً لما يشهده السودان من تصعيد عسكري وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

 السودان يواجه منذ ثلاث سنوات قتالاً داخلياً شرساً

وأشار غباشي خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن السودان يواجه منذ ثلاث سنوات قتالاً داخلياً شرساً، تسبب في موجات نزوح جماعية ومجاعة طاحنة في العديد من المدن والقرى، مشدداً على أن الخرطوم، التي كانت تضم نحو 6 ملايين نسمة، أصبحت اليوم مدينة شبه خالية.

ونوه إلى أن هذه الأوضاع الإنسانية المعقدة تحتم على مصر، بوصفها دولة جوار ذات علاقات تاريخية قوية مع السودان، أن تلعب دوراً محورياً في دعم الحكومة الشرعية السودانية، والمساعدة في إنهاء النزاع الدائر هناك، معتبراً أن القاهرة تحتضن اليوم عدداً كبيراً من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، وتتعامل معهم من منطلق إنساني وأخوي.

البيان المشترك الصادر عن لقاء رئيسي وزراء البلدين

وأكد غباشي أن البيان المشترك الصادر عن لقاء رئيسي وزراء البلدين تضمن محاور تعاون مهمة، شملت قطاعات الصحة، إعادة الإعمار، وتدريب الكوادر السودانية، مشيراً إلى أن مصر تمتلك خبرات واسعة وتجارب ناجحة في هذه المجالات يمكن أن تشكل قيمة مضافة للسودان في هذا الظرف الصعب.

وأوضح أن هناك إرادة سياسية واضحة لدى الطرفين لتعزيز هذا التعاون، وهو ما تؤكده رمزية اختيار القاهرة كأول وجهة خارجية لرئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، مشدداً على أهمية البدء بملف إعادة الإعمار، رغم التحديات الأمنية الماثلة، باعتباره مدخلاً ضرورياً لمعالجة آثار الحرب وتحقيق الاستقرار.

غباشي: مصر مؤهلة لقيادة جهود الإعمار في السودان

وأكد غباشي أن مصر مؤهلة لقيادة جهود الإعمار في السودان لما تمتلكه من قدرات في بناء البنية التحتية وإنشاء المدن والطرق، إلا أنه أكد أن هذه الجهود لن تُؤتي ثمارها دون وقف فوري للاقتتال الداخلي والتوصل إلى توافق سياسي شامل داخل السودان.

كما أشار إلى أهمية التنسيق المصري السوداني لمواجهة ما وصفه بـ"العناد الإثيوبي" في ملف سد النهضة، موضحاً أن أديس أبابا لا تزال ترفض الاعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل، وتمضي قدماً في خطوات أحادية رغم التحفظات العلنية من البلدين، مستغلة انشغال السودان بأزماته الداخلية.

التنسيق الاستراتيجي بين القاهرة والخرطوم بات ضرورة وجودية

واختتم غباشي مداخلته بالتشديد على أن التنسيق الاستراتيجي بين القاهرة والخرطوم بات ضرورة وجودية في هذه المرحلة الحرجة، سواء في ما يتعلق بوقف النزاع المسلح داخل السودان، أو في ما يخص مواجهة التهديدات الإقليمية المرتبطة بأمن المياه، مؤكداً أن القضية تمسّ الأمن القومي لكلا البلدين.

تم نسخ الرابط