لماذا يتمسك حزب الله بالسلاح رغم عجزه على ردع الاحتلال؟ |خاص

قال الدكتور أحمد يونس، المحلل السياسي اللبناني، إن التمسك بالسلاح من قبل حزب الله رغم العجز الظاهر عن ردع الاحتلال الإسرائيلي يمكن فهمه ضمن سياقات متعددة، تتجاوز منطق الردع العسكري المباشر إلى اعتبارات سياسية، استراتيجية، وأيديولوجية.
وأوضح الدكتور أحمد يونس في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن السلاح لم يكن يومًا بالنسبة للحزب مجرد أداة دفاع تقليدية، بل يشكل ركيزة من ركائز وجوده السياسي وهويته العقائدية، ووسيلة لفرض معادلات داخلية وإقليمية تتخطى الحدود اللبنانية.

د. أحمد يونس: السلاح يمثل ضمانة لمكانة الحزب في النظام السياسي اللبناني
وأكد أن السلاح يمثل ضمانة لمكانة الحزب في النظام السياسي اللبناني، خاصة في ظل هشاشة التوازنات الطائفية، مشيرًا إلى أنه لا يُستخدم فقط في مواجهة إسرائيل، بل يُعد أيضًا ورقة ضغط داخلية تُحصّن الحزب في مواجهة خصومه السياسيين، وتمنع محاولات إضعافه أو تحجيم نفوذه.
وعلى الصعيد الاستراتيجي، رأى الدكتور يونس أن التمسك بالسلاح يعكس قناعة لدى الحزب بأن الصراع مع إسرائيل طويل الأمد، موضحًا أن الحزب يتبنى ما يُعرف بمنطق "الردع بالتراكم"، أي الحفاظ على الجهوزية والقدرة كوسيلة لتقليص خيارات العدو، وليس بالضرورة من خلال ردّ فوري على كل قصف، وهو ما يندرج ضمن استراتيجية النفس الطويل وتوظيف الوقت والضغوط الدولية لخدمة مشروعه الأوسع.
وفي البُعد الإقليمي، شدد على أنه لا يمكن فصل سلاح حزب الله عن المشروع الإيراني في المنطقة، إذ يُعد الحزب ركيزة أساسية ضمن محور المقاومة الذي تقوده طهران، ما يمنحه دورًا يتجاوز الرد المباشر على الاعتداءات الإسرائيلية، ويجعل من تمسكه بالسلاح جزءًا من توازنات إقليمية دقيقة، ورسالة دائمة لإسرائيل والغرب.
ولفت الدكتور أحمد يونس إلى أن ما يُوصف بـ"العجز عن الردع" يُبرز أزمة استراتيجية حقيقية لدى الحزب، الذي يجد نفسه اليوم في معضلة حادة: لا يريد الانجرار إلى حرب شاملة قد تُفاقم الانهيار اللبناني، لكنه في الوقت ذاته لا يستطيع التخلي عن دوره "المقاوم" دون أن يفقد شرعيته أمام جمهوره وحلفائه. وهكذا، يصبح سلاحه معلقًا بين التلويح والاستعمال، في منطقة رمادية تعكس الحدود الفاصلة بين القوة وضبط النفس، وبين الحضور والشلل.

وختم الدكتور أحمد يونس، المحلل السياسي اللبناني بالقول إن التمسك بالسلاح ليس ناتجًا فقط عن رغبة في القتال، بل هو خيار وجودي وسياسي واستراتيجي تفرضه التوازنات المحلية والإقليمية والدولية، حتى وإن بدا عاجزًا عن منع الاعتداءات اليومية أو ردع الاحتلال بفاعلية.