من الاجتماعات المغلقة إلى السجال العلني.. بند اللاعب الفلسطيني يثير الجدل

لم يكن الجدل حول معاملة اللاعب الفلسطيني كلاعب محلي مجرد نقاش تنظيمي خلف الأبواب المغلقة، بل امتد ليشعل مواجهة كلامية علنية بين إعلاميين يمثلون قطبي الكرة المصرية: الأهلي والزمالك.
فقد فجّر محمد فارس، الإعلامي بقناة النادي الأهلي الرسمية، موجة من الانتقادات عبر صفحته على فيسبوك، عندما أعاد التذكير بما جرى في اجتماع الأندية في 2 يونيو الماضي. وكتب قائلاً: "في اجتماع الأندية، الأهلي تقدم بمقترح لزيادة عدد الأجانب في قوائم الفرق، وكان أول المعترضين هشام نصر، عضو مجلس إدارة الزمالك، الذي تحدث عن أهمية دعم المنتخبات الوطنية وإتاحة الفرصة للاعب المحلي، وقوبل كلامه وقتها بالتهليل والتصفيق".
وأضاف فارس: "واليوم، مع انتشار خبر يفيد بأن اتحاد الكرة يدرس تقليص عدد اللاعبين الأجانب الذين يُعاملون معاملة المحليين، خرج نفس الأشخاص يصرخون بالمؤامرات! كيف يمكن فهم هذا التناقض؟"
ردّ فارس لم يمر مرور الكرام، فقد رد عليه شادي عيسى، الإعلامي السابق بنادي الزمالك، ساخرًا: "فارس، مفيش حد فكر أصلاً في إلغاء معاملة الفلسطيني كمصري، متقلقش، خلّي الأهلي يدور شوية كويس في الفلسطينيين، أكيد هيلاقي لاعب أو اتنين".
هذا السجال يعكس تصاعد التوتر حول ملف اللاعب الفلسطيني الذي عاد إلى الواجهة مع قرب انطلاق موسم 2025/2026. وتكتسب هذه النقاشات أهميتها في ظل احتفاظ الزمالك بثلاثة لاعبين فلسطينيين في قائمته: عدي الدباغ، وآدم كايد، وعمر فرج، في حين لم يستفد الأهلي من هذا البند سوى موسم واحد عبر وسام أبو علي، الذي رحل في هدوء.

في ظل تكاثر الشائعات حول تعديل محتمل في لائحة اتحاد الكرة بشأن معاملة اللاعب الفلسطيني، سارعت مصادر داخل الاتحاد إلى نفي أي نية لتغيير الوضع الحالي. وصرّح مصدر لـ"نيوز رووم" أن اللائحة الحالية لا يمكن تعديلها في منتصف الموسم، وأي تعديل يجب أن يتم قبل انطلاق الموسم الجديد.
تجدر الإشارة إلى أن اللوائح الحالية تمنح امتيازًا استثنائيًا للاعب الفلسطيني، حيث يتم معاملته كلاعب محلي ولا يُحتسب ضمن الحصة الأجنبية. وبذلك، يسمح للأندية بالاستفادة من مهارات لاعبين مميزين دون التأثير على العدد المحدد للأجانب.
رغم هذه التطمينات، إلا أن حالة القلق لا تزال تسيطر على عدد من الأندية، خاصة الزمالك الذي استثمر في صفقات فلسطينية تعتبر مكسبًا فنيًا واقتصاديًا. في المقابل، يرى بعض مشجعي الأهلي أن البند قد استُخدم لصالح الغريم التقليدي، ما يبرر التصعيد الإعلامي الأخير.
في النهاية، يبقى مصير هذا البند معلقًا بين سطور اللوائح الرسمية، وبين صخب منصات التواصل الاجتماعي، حيث لا يمر تصريح دون رد، ولا تمر إشارة دون تأويل.
فهل تستمر المعاملة الاستثنائية للاعب الفلسطيني؟ أم أن المنافسة الشرسة بين الأندية ستفرض واقعًا جديدًا؟