عاجل

وزير أردني سابق: إسرائيل تعيد تشكيل الواقع العسكري في غزة بدعم أمريكي|فيديو

قطاع غزة
قطاع غزة

في تحليله للمشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، أكد الدكتور مهند مبيضين، وزير الاتصال الحكومي الأردني السابق، أن إسرائيل لا تقتصر في عملياتها العسكرية على قطاع غزة فحسب، بل تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي في المنطقة بأكملها، وذلك ضمن رؤية تمتد إلى ما هو أبعد من حدود فلسطين المحتلة، بدعم وتفويض أمريكي غير مشروط يهدف إلى ضمان تفوقها العسكري المطلق.

الواقع الديموغرافي

جاءت تصريحات مبيضين خلال مشاركته في برنامج "منتصف النهار"، الذي تقدمه الإعلامية هاجر جلال على شاشة "القاهرة الإخبارية"، حيث سلط الضوء على الاستراتيجية الإسرائيلية المستمرة، والتي تعتمد على إعادة هندسة الواقع الديموغرافي في غزة من خلال تهجير سكان الشمال إلى الجنوب، ثم تدمير البنية التحتية في الجنوب، مما يفرض على الأهالي خيارًا قسريًا بالعودة إلى مناطق دُمّرت بالفعل، وهو ما يؤدي في نهاية الأمر إلى خلق بيئة غير صالحة للعيش، تسهم في تنفيذ مخطط التهجير القسري.

الحرب الإسرائيلية

وأضاف وزير الاتصال الحكومي الأردني السابق، أن الحرب الإسرائيلية الحالية ليست مجرد رد فعل على الأحداث الأخيرة، بل هي جزء من خطة سياسية وأمنية أوسع يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف إطالة أمد الصراع وتعزيز موقفه السياسي داخليًا، مستغلًا الدعم الأمريكي المطلق.

ووفقًا لمبيضين، فإن هذا الدعم لا يقتصر فقط على توفير السلاح والغطاء الدبلوماسي، بل يمتد إلى إعطاء إسرائيل حرية تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف غزة وسوريا ولبنان والعراق، بل وحتى إيران، وهو ما يعكس اتجاهاً إسرائيليًا لإعادة صياغة موازين القوى الإقليمية وفقًا لرؤيتها.

الخطاب السياسي الغربي

وأشار الوزير الأردني السابق إلى أن أحد التحولات الرئيسية في الصراع الحالي هو تغييب النقاش حول الشرعية الدولية، إذ لم يعد الحديث عن الحقوق الفلسطينية أو القانون الدولي حاضرًا بقوة في الخطاب السياسي الغربي، بل بات التركيز منصبًا على ضمان تفوق إسرائيل وهيمنتها العسكرية، حتى وإن جاء ذلك على حساب حقوق الفلسطينيين ووجودهم، أو عبر تقويض سيادة دول أخرى في المنطقة.

ويرى مبيضين أن هذا النهج يتماشى مع الاستراتيجية الأمريكية طويلة الأمد في المنطقة، التي تعتبر تفوق إسرائيل عنصرًا حاسمًا في التوازنات الجيوسياسية، حتى لو أدى ذلك إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتوسيع رقعة الصراعات. 

وأوضح أن استمرار هذا المسار سيجعل من الصعب تحقيق أي تسوية سياسية عادلة، إذ إن سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة لا تخلق بيئة مناسبة للاستقرار، بل تؤدي إلى تصاعد التوترات وزيادة احتمالات اندلاع مواجهات أوسع تشمل أطرافًا إقليمية ودولية.

الجوانب السياسية

وأكد أن الرهان على التفوق العسكري وحده دون مراعاة الجوانب السياسية والإنسانية قد يكون له تداعيات خطيرة، مشيرًا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني، رغم المعاناة المتزايدة، يُظهر أن الحلول العسكرية لن تكون قادرة على إنهاء القضية الفلسطينية، بل ستؤدي فقط إلى تعقيدها.

واختتم مبيضين حديثه بالإشارة إلى أن ما يجري اليوم في غزة والمنطقة ليس مجرد معركة عسكرية، بل هو إعادة تشكيل للخارطة السياسية والجغرافية، وفق رؤية إسرائيلية مدعومة من واشنطن، تضع الهيمنة في صلب استراتيجيتها، ولو كان ذلك على حساب حقوق الشعوب وأمن المنطقة بأسرها.

تم نسخ الرابط