عاجل

بعد 14 عاما.. أصالة نصري تستعد للعودة إلى خشبة المسرح في سوريا

آصالة نصري
آصالة نصري

في واحدة من أكثر اللحظات المنتظرة في المشهد الفني العربي، تستعد الفنانة آصالة نصري للوقوف مجددًا على المسرح في بلدها الأم سوريا، وذلك بعد غياب دام أكثر من أربعة عشر عامًا، منذ آخر ظهور فني لها على الأراضي السورية. هذه الخطوة، التي تجمع بين الفن والسياسة والتاريخ الشخصي، تمثل عودة رمزية لفنانة لم تُخفِ يومًا ارتباطها العاطفي العميق بسوريا، على الرغم من المسافة التي فرضتها الظروف السياسية منذ عام 2011.

غياب فني طويل وعودة مرتقبة

تُعد آصالة واحدة من أكثر الأصوات تأثيرًا وتميّزًا في تاريخ الأغنية العربية المعاصرة، وقد تميزت على مدار عقود بتقديم أعمال موسيقية جمعت بين القوة التعبيرية والهوية الشرقية. ومع ذلك، فقد غابت عن الساحة الفنية في سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، حينما أعلنت موقفًا سياسيًا واضحًا داعمًا للثورة السورية، ومناهضًا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما أدى إلى انقطاع تام في العلاقة الفنية والرسمية مع بلدها الأم.

رغم ذلك، بقيت آصالة حاضرة في وجدان جمهورها السوري والعربي، ومستمرة في إبداعها الفني من خلال حفلاتها وألبوماتها التي أصدرتها في عدد من الدول العربية، ما جعل عودتها المرتقبة إلى دمشق محط اهتمام جماهيري وإعلامي كبير، ليس فقط لأنها حفلة غنائية، بل لأنها لحظة تصالح رمزية بين فنانة وجذورها.

تحضيرات نقابية واستعدادات رسمية

وعلى الرغم من أن آصالة نفسها لم تصدر بعد تصريحًا رسميًا مباشراً يؤكد الحفل أو تفاصيله، فإن التأكيدات جاءت من جهة نقابة الفنانين السوريين، التي أعلنت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” عن بدء الترتيبات الفعلية لاستقبال أصالة نصري في زيارة رسمية إلى سوريا خلال الفترة المقبلة.

وكشفت النقابة أن هذه التحضيرات جاءت على خلفية لقاء جمع بين مجلس النقابة وشقيق الفنانة، السيد أنس نصري، والذي يُعد مدير أعمالها، بحضور عدد من الشخصيات النقابية والإعلامية، من بينهم سونير طالب، مدير العلاقات العامة، ومنير حمزاوي، المستشار الإعلامي والتسويقي للنقابة.

الاجتماع، الذي وُصف بـ”الودي والبنّاء”، هدف إلى بحث تفاصيل الزيارة الفنية المرتقبة وتنظيم الحفل المنتظر، بما يليق بمكانة آصالة ووزنها الفني، خصوصًا وأنها تعود بعد سنوات طويلة من الغياب، في حدث يُنظر إليه ليس فقط كحفل فني، بل كتقارب إنساني واجتماعي محمّل بالكثير من المشاعر المتداخلة.

كلمات معبّرة ورسالة وجدانية

النقابة أرفقت منشورها بصورتين، إحداهما لـ أنس نصري أثناء لقائه مع مسؤولي النقابة، والثانية لصورة باقة ورد أنيقة، أرسلها شقيق آصالة باسمها إلى مجلس النقابة. وقد حملت البطاقة المرفقة مع الباقة عبارات مؤثرة تنم عن عمق العلاقة العاطفية التي ما تزال تربط أصالة بسوريا وأهلها، حيث كُتب: “إلى نقابة الفنانين.. هنا حيث لا تُقاس الأصوات بمساحتها، بل بانتمائها. نهديكم هذه الباقة باسم من تعود اليوم، ليس فقط لتُغني، بل لتُصافح الجذور. لولا دفء صدوركم، لما كان للرجوع هذا المعنى.”

هذه الكلمات أثارت تفاعلًا واسعًا، واعتبرها البعض إعلانًا ضمنيًا من الفنانة عن استعدادها للعودة، ومحاولة منها للتأكيد على أن هذه الخطوة تنطلق من رغبة صادقة في لمّ الشمل، واستعادة الصلة بالأرض والناس والتاريخ الشخصي، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى.

أصالة تتحدث عن سوريا في مهرجان جرش

الجدير بالذكر أن آصالة كانت قد ألمحت مؤخرًا خلال مؤتمرها الصحفي في مهرجان جرش للثقافة والفنون بالأردن إلى احتمالية عودتها إلى سوريا في وقت قريب. وقالت حينها إنها تتمنى الغناء في وطنها خلال الفترة المقبلة، مرجحة أن تكون الزيارة في نهاية شهر أغسطس الجاري، ما عزز من التوقعات حول اقتراب موعد الحفل المنتظر.

هذه العودة المحتملة ليست مجرد ظهور فني، بل هي لحظة شديدة الرمزية في المشهد الثقافي والسياسي السوري، حيث يرى كثيرون أن غناء أصالة في سوريا من جديد قد يكون مدخلًا لبدء مرحلة جديدة من المصالحة مع الذات والوطن، خاصة وأنها، رغم مواقفها السياسية السابقة، لم تتنكر أبدًا لأصولها أو محبة جمهورها السوري.

تم نسخ الرابط