عاجل

علي جمعة: الشريعة الإسلامية منظومة دقيقة والتدين العشوائي فوضى (فيديو)

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ، مفتي الديار المصرية السابق، أن الشريعة الإسلامية تقوم على نظام دقيق محكوم بشروط واضحة، مشددًا على أن الالتزام بهذه الشروط هو السبيل لضبط التدين الصحيح ومنع الفوضى والانحراف الديني. 

وأوضح جمعة، أن التدين المنضبط بالعلم يختلف جذريًا عن التدين العشوائي، الذي يقود إلى التطرف والاضطراب، محذرًا من تصدر غير المؤهلين للفتوى والتوجيه.

خارج إطار الشريعة

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور علي جمعة، في بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة "الناس"، حيث تناول بالشرح مفهوم الشروط في الشريعة الإسلامية، موضحًا أن كل عبادة أو معاملة لها شروطها التي لا تصح بدونها. 

واستشهد بأمثلة على ذلك، قائلًا: "الصلاة لها شروط محددة، مثل الطهارة، واستقبال القبلة، ودخول الوقت. وكذلك الزواج له شروط، أهمها عدم وقوعه بين المحارم. وحتى التقاضي أمام القضاء له قواعده، والعلاقات الدولية والحرب لها ضوابط واضحة، فلا يجوز القتال إلا تحت راية ولي الأمر، وليس عبر جماعات خارجة عن النظام الشرعي."

الجماعات المتطرفة 

وفي سياق حديثه، أشار الدكتور علي جمعة، إلى خطورة الجماعات المتطرفة التي تتجاهل هذا النظام الدقيق، مشيرًا إلى أن تنظيمات مثل داعش وغيرها تعمل خارج هذا الإطار المنظم، ما يؤدي إلى الفساد والفوضى، ويجعلها عرضة للاستغلال من قبل القوى العالمية لمصالحها، وليس لمصلحة الإسلام والمسلمين.

وأكد الدكتور على جمعة، أن القتال المشروع في الإسلام لا يكون إلا تحت راية الدولة، ممثلة في الجيش النظامي، الذي يخضع لقيادة سياسية وفكرية تدرك متى تحارب ومتى تتفاوض، بخلاف الجماعات المسلحة العشوائية التي يسهل توجيهها وفق أجندات خارجية.

التدين العشوائي

وتناول الدكتور علي جمعة ، مفهوم التدين العشوائي، مشيرًا إلى أنه شكل من أشكال التدين المغشوش الذي يفتقد إلى الأسس الصحيحة، وهو ما يؤدي إلى الفوضى، حيث يعتقد أتباعه أن كل ما يخطر ببالهم هو الحق المطلق، رغم أنهم ينكرون المسلَّمات التي أجمعت عليها الأمة.

وأوضح، أن الخلافات الفقهية يجب أن تبقى في إطار الاجتهاد العلمي، بعيدًا عن التأويلات الخاطئة أو الاستغلال السياسي، مضيفًا أن الشريعة الإسلامية مبنية على مقاصد شرعية واضحة ومصالح معتبرة، وليس على آراء شخصية أو اجتهادات غير مستندة إلى العلم.

غير المؤهلين للفتوى

وفي سياق متصل، شدد الدكتور علي جمعة، على خطورة تصدر بعض الأشخاص للفتوى دون علم، مستشهدًا بقول الله تعالى:"ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" (البقرة: 204-205).

وأكد جمعة، أن هناك من يظهرون التدين في الشكل الخارجي، مثل إطلاق اللحى والتحدث باسم الدين بكثرة، لكنهم في الواقع يفسدون في الأرض لأنهم يفتقرون إلى الفهم الصحيح للشريعة. واستشهد بقوله تعالى:"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا".

التدين الصحيح 

واختتم الدكتور علي جمعة، حديثه بالتأكيد على أن عبادة الله يجب أن تكون كما أراد هو، لا كما يريد البشر أو وفق فهمهم الخاطئ، مشددا  على ضرورة الرجوع إلى أهل العلم والذكر لضمان اتباع تعاليم الشريعة الصحيحة بعيدًا عن التشدد أو التفريط، محذرًا من خطورة أخذ الدين عن غير المختصين، الذين قد يقودون الناس إلى الانحراف عن الإسلام الصحيح، مضيفا أن الوسطية والعلم هما أساس التدين الصحيح، وأن الإسلام يدعو إلى التعقل والتدبر والرجوع إلى المصادر الموثوقة في فهم الدين، بعيدًا عن الغلو أو التأويلات الشخصية التي تضر بالمجتمعات.

تم نسخ الرابط