عاجل

السلاح خط أحمر": حزب الله يرفض نزع سلاحه على غرار حماس|تقرير

حزب الله
حزب الله

في الوقت الذي تتعرض فيه حركة حماس لضغوط عربية ودولية لنزع سلاحها ضمن مقترحات "ما بعد الحرب" في غزة، يبرز حزب الله في لبنان برسالة مشابهة وأكثر تشددًا: السلاح ليس للمساومة ولا للتفاوض.

ويري حزب الله، وكما هو موقفه التاريخي، أن سلاحه جزء من منظومة الدفاع الوطني ضد "العدو الإسرائيلي"، وليس مجرد ذراع حزبي. ومع تصاعد الحديث الغربي والعربي عن ضرورة ضبط "السلاح خارج الدولة"، جاء موقف الحزب قاطعًا: لن نسير في سيناريو غزة، ولا نقبل تحويلنا إلى نسخة لبنانية من حماس منزعة السلاح.

لماذا يرفض حزب الله تسليم سلاحه؟

يرتكز حزب الله في موقفه على عدة اعتبارات:

  • العدو الإسرائيلي ما زال قائمًا، وعلى حدود الجنوب اللبناني، وهناك أراضٍ لبنانية محتلة، مثل مزارع شبعا.
  • غياب ثقة الحزب بالمؤسسات الدولية، التي يرى أنها فشلت في حماية لبنان أو وقف الانتهاكات الإسرائيلية.
  • الفراغ السياسي والعسكري في لبنان، والذي يُبرر، من وجهة نظر الحزب، استمرار الحاجة إلى "قوة ردع غير تقليدية".
  • البيئة الإقليمية المتوترة، خصوصًا بعد حرب غزة، والانخراط الإسرائيلي المتكرر في عمليات عسكرية عبر الحدود، آخرها التصعيد المتواصل في جنوب لبنان.

 

حماس» بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً على تأسيسها | The Washington Institute

الضغط علي حماس.. ومراقبة حزب الله للوضع

وقد دفع الحديث عن تسليم حماس لسلاحها في سياق تسوية سياسية ما بعد الحرب على غزة، وخاصة في حالة نشر قوات فلسطينية موحدة أو عودة السلطة، كثيرين للمقارنة مع حزب الله في لبنان.

لكن الحزب يرفض المقارنة، ويعتبر أن ظروفه الجغرافية والسياسية مختلفة، وأنه ليس مجرد فصيل عسكري بل "جزء من معادلة الردع الإقليمي"، كما عبّر أحد نوابه في تصريحات سابقة.

هل هناك بديل لسلاح الحزب؟ 

كل الدعوات الدولية لتطبيق القرار 1559، الذي يطالب بنزع سلاح الميليشيات، تصطدم بعجز الدولة اللبنانية، وفقدان السيطرة على أجزاء من الجنوب. كما أن الجيش اللبناني يعاني من ضعف التسليح والانقسام السياسي، مما يمنع أي قوة داخلية من ملء فراغ حزب الله، لو تم نزع سلاحه.

في الوقت نفسه، يعلم الحزب هذا جيدًا، ويستخدمه كورقة ضغط، قائلًا إن "من يريد سلاح حزب الله، فليقدّم البديل الحقيقي للدفاع عن لبنان".

وأخيراً، فإن رفض حزب الله تسليم سلاحه ليس جديدًا، لكنه اليوم يعود إلى الواجهة بقوة، في ظل سيناريوهات محتملة لنزع سلاح حماس.
من جهته، يواصل حزب الله ارسال رسالة صريحة: لن نكون غزة، ولن نُجرد من سلاحنا مقابل وعود سياسية.

وبينما ينقسم الداخل اللبناني بين مطالبين بـ"سلاح الدولة فقط"، ومؤيدين لـ"سلاح المقاومة"، يظل حزب الله ثابتًا على موقفه، مقتنعًا بأن القوة تحمي، والتنازل يُغري العدو.

كيف بنت "حماس" جيشاً؟ | The Washington Institute

نعيم قاسم: لا تنازل عن السلاح ولا تخلّ عن قوة لبنان في وجه الاحتلال

وقد أكد أمس الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، أن موقف الحزب واضح وثابت في دعم القضية الفلسطينية، معبراً عن اعتزازه بالشهيد القائد محمد سعيد إيزدي الذي جاء من أقصى الأرض ليخدم فلسطين ويعمل على تحريرها. وشدد على رفض أي اتفاق جديد مع إسرائيل يختلف عن الاتفاق القائم بين لبنان والكيان المحتل، محذراً من أي تخلٍ تدريجي عن قوة لبنان لصالح إسرائيل، معتبراً أن ذلك يعني استمرار احتفاظ العدو بأوراق القوة.

وقال قاسم إن المعركة التي يخوضها لبنان إما أن ينتصر فيها جميع اللبنانيين أو يخسر الجميع، مؤكداً أنه "يمكننا الفوز". وأضاف أن الدولة والمقاومة متعاونتان ومتفاهمتان كفريق واحد، وأن المشكلة ليست في السلاح، بل في العدوان، مشدداً على أن الحل هو بامتلاك القوة وليس بالتخلي عنها.

كما حذر من خطورة بعض المقترحات التي تسعى إلى تجريد لبنان من قوته، مشيراً إلى أن البيان الوزاري اللبناني يتحدث عن ردع المعتدين، لكن هناك تساؤلات حول مدى قدرة الدولة على حماية الحدود والدفاع عنها بشكل كامل.

ونوّه إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول العربية أنهكت لبنان بشعارات ووعود لم تتحقق، داعياً الدولة إلى وضع خطة عملية لحماية البلاد بدلاً من تجريد المواطنين والمقاومة من قوتهم.

وفي ختام كلمته، شدد قاسم على ضرورة التكاتف الوطني لوقف العدوان، إخراج الاحتلال، إعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى، مؤكداً أن لبنان بلد التضحيات ولن يسمح لأي جهة بفرض إملاءات عليه، وأن الدولة اللبنانية هي الضامن الحقيقي لحماية حدودها وحفظ كرامتها.

 

تم نسخ الرابط