الحب والتحديات.. عمرو خالد يكشف سر مفتاح الحياة السعيدة (فيديو)

أكد الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، أن الحب هو أعظم نعم الحياة، وسر من أسرار الوجود الذي يدفع الإنسان للاستمرار والسعي نحو النجاح، موضحًا أن الحب ليس مجرد شعور، بل هو طاقة متدفقة تمنح الإنسان القدرة على مواجهة تحديات الحياة.
وخلال الحلقة الثامنة عشرة من برنامجه الرمضاني "نبي الإحسان"، شدد عمرو خالد، على أهمية إظهار الحب وعدم البخل بالمشاعر، محذرًا من أن شح القلوب أسوأ من شح الجيوب، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وأحضرت الأنفس الشح".
خزان الحب
وأشار الدكتور عمرو خالد، إلى أن كل إنسان لديه ما أسماه "خزان الحب"، وهو المصدر الداخلي الذي يحتاج إلى الامتلاء الدائم ليتمكن الإنسان من مشاركة الحب مع الآخرين. وأكد أن ملء هذا الخزان لا يرتبط بالماديات أو الابتلاءات، موضحا أن الرحمة هي الأساس الذي يقوم عليه الحب، مستشهدًا بقوله تعالى: "وجعلنا بينكم مودة ورحمة".
وأكد عمرو خالد ، أن الرحمة تساعد في إعادة إحياء الحب حتى بعد فتوره، سواء في العلاقات الزوجية أو الأسرية، لافتًا إلى أن علماء النفس الإيجابي يؤكدون أن الشعور بالرحمة يعيد الحب بعد فقدانه، وهو ما يجب أن نطبقه في حياتنا اليومية.
استعادة الذكريات الجميلة
وأشار خالد، إلى أن تذكر المواقف الجميلة وإظهار الوفاء لمن قدموا لنا الدعم في الماضي يساعد في تعزيز الحب. واستشهد بقصة الصحابي عمر بن الخطاب، عندما تحمل سلوك زوجته بصبر، مذكرًا أحد الرجال بحقوق الزوجة ودورها في الحياة، ما يعكس كيف يمكن للإحسان والامتنان أن يقويا العلاقات.
ودعا إلى تطبيق هذا المبدأ مع الوالدين، مستشهدًا بالآيات الكريمة: "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا". فالتذكر الدائم لما قدمه الآباء يساعد في ملء "خزان الحب" لديهم، مما يعزز العلاقة بين الأبناء ووالديهم.
حب الخير والعطاء
وأكد الداعية الاسلامى، أن العطاء هو مفتاح كسب القلوب، مشيرًا إلى قصة الصحابي صفوان بن أمية، الذي تحول من كراهية النبي محمد ﷺ إلى حبه الشديد بعد أن أغدق عليه النبي العطاء، قائلًا: "والله! لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إليّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ".
وأوضح أن العطاء لا يقتصر على المال، بل يشمل الابتسامة، الكلمة الطيبة، الهدية، والدعم النفسي، وهي أمور قد تبدو بسيطة لكنها تصنع فرقًا كبيرًا في العلاقات الإنسانية.
مصدر الحب الأعظم
وأشار عمرو خالد، أن القرب من الله هو أعظم مصدر للحب، مستشهدًا بالحديث الشريف: "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل: إني أحب فلانًا فأحبوه، ثم يوضع له القبول في الأرض"، مضيفا أن العبادة وحسن العلاقة بالله يملآن القلب بالحب، مما ينعكس إيجابيًا على تعامل الإنسان مع من حوله.
واستشهد خالد بقصة حب نادرة في السيرة النبوية بين زينب بنت النبي ﷺ وزوجها أبو العاص بن الربيع، التي تعكس قوة الحب والوفاء رغم اختلاف العقيدة والظروف الصعبة.
بعد أن أُسر أبو العاص في غزوة بدر، أرسلت زينب فديته بقلادة كانت والدتها خديجة قد أهدتها لها ليلة زفافها. وعندما رأى النبي القلادة، تأثر بشدة وترحم على خديجة، ثم قرر إطلاق سراح أبو العاص، مشترطًا عليه إعادة زينب إلى المدينة.

الحب يحرك الحياة
وعلى الرغم من انفصالهما لسنوات، بقي الحب والوفاء قائمًا بينهما. وعندما عاد أبو العاص إلى المدينة بعد أن أسلم، طلب من النبي استعادة زوجته، فوافق النبي وسأل زينب، التي أحمر وجهها وابتسمت في إشارة لموافقتها.
لكن القدر لم يمهلهما طويلًا، فقد توفيت زينب بعد عام واحد فقط، مما أثر بشدة في أبو العاص، حتى أنه لم يستطع تحمل الحياة بدونها، ولحق بها بعد عام آخر حزنًا عليها.
أكد الدكتور عمرو خالد، أن الحب ليس مجرد شعور عابر، بل هو قوة تدفع الإنسان للأمام، وتعطيه الأمل والقدرة على مواجهة صعوبات الحياة. ودعا إلى تطبيق مفاهيم الحب والعطاء والرحمة في العلاقات اليومية، مشددًا على أن الإنسان الذي يمتلئ قلبه بالحب يكون قادرًا على منح السعادة لمن حوله، مما يجعله أكثر نجاحًا وتأثيرًا في الحياة.