بلا قدمين لكنه يسير بإرادة لا تُهزم.. مواطن يتحدى إعاقته ويصوت في الانتخابات

على الرمال الساخنة وتحت شمس أغسطس الحارقة، جلس رجل أربعيني على كرسيه المتحرك، لا يحمل في جسده سوى نصفه المنهك حيث يظهر فاقد لقدميه، لكن في عينيه يظهر ما هو أعظم من أي جسد كامل، هو الإرادة التي لا تقهر، وشعور عميق بالانتماء.
الوطنية تغلب الاعاقة
جاء الرجل مبكرا إلى لجنة الاقتراع في منطقة حلوان، لم يطلب مساعدة، ولم ينتظر شفقة من أحد، كل ما كان يشغله هو أن يمارس حقه، أن يدلي بصوته، أن يشارك في بناء مستقبل وطنه، ولو بكلمة تكتب في ورقة داخل صندوق.
جلس بين الناس، متأملا في الوجوه، وكأن حضوره يحمل رسالة أكبر من مجرد تصويت، فهو لم يأتي ليصوت فقط، بل جاء ليذكر الجميع بأن الانتماء لا يقاس بعدد الخطوات، بل بصدق النية وقوة الإيمان.
انتخابات مجلس الشيوخ 2025
جلس الرجل ومن حوله رجال ونساء، لكن العيون كثيرًا ما كانت تعود إليه، تراقب هدوءه، وتحترم موقفه، فهو لم يكن بحاجة إلى كلمات شكر، فحضوره وحده كان أبلغ من كل الخطب وكلمات الإنتماء والوطنية.
قد يراه البعض فاقدا لأهم ما يعين الإنسان على الحركة، لكنه في الحقيقة يمتلك ما لا يشترى، يمتلك إرادة تمضي، وإيمان لا يتراجع، وصوت يصرخ في وجه اليأس قائلا: أنا هنا.. وشهادتي لوطني لن تغيب مهما كانت المعوقات والظروف .
انتخابات مجلس الشيوخ 2025
ففي وقت يختار فيه البعض الصمت أو اللامبالاة أو عدم المشاركة ، اختار هو أن يكون حاضرا، وشاهداً ومشاركاً، في كتابة مستقبل وطنه، حيث أدار عجلات كرسيه المتحرك كما لو كانت أجنحة، تلحق به إلى المكان الذي يؤمن أنه يصنع الفارق حيث صندوق الاقتراع.
لم يكن ينتظر مقابلا، ولا يبحث عن اهتمام، بل حضر لأنه يؤمن أن كل صوت يحدث فرقا، وكل خطوة حتى وإن كانت بدفع الكرسي تقربنا أكثر من الوطن الذي نحلم به، إنه ليس مجرد رجل فقد قدميه، بل هو قلب يسير بقوة الوطن، وصوت لا يعرف الانكسار.